سقوط وزراء الإستقلال لا يعني الترميم فقط لحكومة تفتقر لكراسي وزارية فحسب , فنحن لسنا أمام طبيب الأسنان ليعوض السن بالسن فالحكومة اليوم مطالبة بأن تحافظ على أغلبيتها داخل البرلمان وهذا الأمر لن يتأتى إلا إذا وافقت إحدى أحزاب المعارضة أن تشارك في هذا الترميم الذي أحدثه حزب حميد شباط في وقت يعيش المغرب أزمة اقتصادية خانقة وفي وقت لازالت بعض الدول العربية تعيش على إيقاع الحراك العربي وبالمعنى الصريح أن حزب الميزان أخطأ زمنيا في اختيار موقفه وإعلانه عن الإنسحاب من الحكومة وملك البلاد خارج الوطن ألا ترون بأن المسألة أكبر من فتنة والفتنة أشد من القتل ؟ لقد بات اليوم ضروريا من الإلتفاف حول حزب الحمامة بعد أن امتنع حزب الأصالة والمعاصرة والإتحاد الإشتراكي المشاركة في حكومة بن كيران , وأمام هذا الإختيار الصعب والذي يحمل أكثر من تناقض فعلى رئيس الحكومة تهييئ برنامج جديد يعلنه أمام البرلمان بغرفتيه لكون حزب الحمامة لا يمكنه أخلاقيا أن يقبل ببرنامج كان محط الرفض بالإجماع الحزبي , كما أن حزب الحمامة اليوم هو قادم من المعارضة التي رفضت سياسة حكومة بن كيران طيلة هذه الولاية فلا يمكن قبول الدخول والمشاركة في حكومة سارية مفعول برنامج وحقائب وزارية يرضى عنها بن كيران . فدخول حزب الأحرار ليرمم حكومة بن كيران في طبعتها الثانية لابد من شروط أولها ان يعتذر رئيس الحكومة عما صدر عنه من قول يسيئ لصلاح الدين مزوار فهل سيتنازل بن كيران عن قيمه وكلمته وأخلاقه ويطلب العفو مقابل الترميم والتعويض والإستمرارية أم أنه سيحافظ على ماء الوجه ويقدم استقالته (...) على أي دخول الأحرار أصبح واقعا لا مفر منه , فهل صلاح الدين مزوار سيتسلم منصبا وزاريا بعد ما قال فيه ابنكيران أنه " مهزوز سياسيا أمفيدوش " وأنه مسنود من طرف إلياس العماري الذي أطاح بمصطفى المنصوري ومكن مزوار من سدة حزب التجمعيين . فماذا عن ملف العلاوات وما كان يتسلمه تحت الطبلة ؟ هل ما قيل وعاشه الشعب المغربي " كاميرا خفية " تضحكون بها على من سلمكم الأصوات وكرمكم حتى أصبحتم في مناصب المسؤولية ؟ وهل من المعقول أن يتم هذا الترميم الحكومي مع حزب يترأسه وزير سابق فقد مصداقيته وطالبه الشارع المغربي بالتنحي ؟ والله إن الخارطة السياسية اليوم تتطلب حل الحكومة وحل الأحزاب وحل البرلمان إنه " لعب الدراري " وصورتنا أمام المحافل الدولية تبدو باهتة ومحط التشكيك وكأن المغاربة ليس لهم أكفاء إلا نفس الوجوه التي جلست واسترخت وتخمت وتناست بأن المغرب بلد لجميع المغاربة وليست حكرا على أحد . حزب العدالة والتنمية مطالب بأن يتوجه للشارع المغربي الذي أعطاه النيابة الكاملة داخل البرلمان وداخل الحكومة من أجل استفتاء ليصوت على قبول حزب الأحرار أو رفضه من المشاركة في الحكومة فالأمر لا يتعلق بالسيد بن كيران فحسب , ومن غشنا فليس منا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .