تعيش مختلف المدن المغربية على وقع مهرجانات فنية تمت برمجتها مباشرة بعد الشهر الفضيل تزامنا مع موسم الصيف، حيث عاشت الجديدة مثلا على إيقاع "جوهرة الحياة" في الوقت الذي تخفق البيضاء بنبض مهرجانها الذي السنوي الذي اختفى في دورته الماضية، فيما تصدح تطوان ب "أًصوات نسائية" بالتزامن مع الراي المنبعث من مدينة وجدة في حين اختارت الصويرة الحضرة عنوانا لمهرجانها الفني الذي انتهت فعالياته متم الأسبوع الماضي… ولعل سبب برمجد مهرجانات الصيف مباشرة عقب موسم رمضان، هو الرغبة في تضميد جروح مشاهد مغربي صعق مجددا برداءة قنواته التلفزيونية المعتادة في مناسبات مماثلة، من خلال ما قدمته من سيتكومات بليدة وكاميرات قيل إنها خفية وتفاهات أخرى أريد لها أن تحمل اسم أعمال تلفزيونية.. مهرجانات الصيف استضافت العديد من نجوم الفن المغربي والعربي، شكلت هذا العام متنفسا للمغاربة للتفريج عن أنفسهم من نكبة رمضان التلفزيونية التي يساهمون في إنتاجها من خلال ضريبة تقتطع لهم قصريا وتصرف في هذا الباب..فيما الفرجة التي تقدمها المهرجانات الفنية مجانية، يساهم في تمويلها العديد من الجهات العمومية والخاصة إضافة إلى المستشهرين والداعمين، ولا تكلف المواطن البسيط سوى تحمل عناء الوقوف لبضع ساعات والاستمتاع بما تقدمه هاته المهرجانات من حفلات غنائية وعروض موسيقية.. أما الملاحظة المتعلقة بمهرجانات الصيف، فتتمثل في الازدحام الحاصل على مستوى برمجتها من جهة، وتكرار بعض الوجوه الفنية المشاركة فيها من جهة ثانية، على غرارالفنانة أسماء لمنور مثلا التي شاركت في مهرجاني الراي بوجدة وأًوات نسائية بتطوان. إضافة إلى الشاب مامي الذي أطل بدوره من خلال مهرجان "جوهرة الحياة" بالجديدة، إلى جانب مشاركته في مهرجان الراي أيضا، دون إغفال الداودية التي تلتقي بجمهورها من خلال مهرجان الدارالبيضاءووجدة. والسؤال المطرح هنا حول سبب تكرار هاته الوجوه الفنية في مختلف المهرجانات الفنية التي يحتضنها المغرب، هل يا ترى جماهيريتها الكاسحة و التي تقف رهان المنظمين عليها؟ أم أن الأمر لا يتعدى مسألة علاقات فقط دونما خوض في كلام آخر؟ ولماذا لا يتم التفكير في استضافة فنانين مغاربة آخرين "عاطلين" ضمن هاته المهرجانات من باب تكافئ الفرص بينها وبين آخرين؟ هل السبب يا ترى فشلها في جلب الجماهير الغفيرة للحضور ومتابعة هاته الفعاليات الفنية؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن تكرار الوجوه المشاركة في المهرجانات الفنية المغربية يذكرنا بما شاهدناه في الأعمال التلفزيونية الرمضانية التي كانت الملاحظة المسجلة بخصوصها، إضافة إلى رداءتها تكرار الوجوه المشاركة فيها. ألا نتوفر في بلدنا على تعددية وتنوع الوجوه الفنية الوطنية؟ ألا يمتلك منظمو المهرجانات وصناع "الفراجة" التلفزيونية المغربية جرأة وشجاعة اكتشاف وجوه جديدة، وتقديمها للجمهور ضمانا لخلف يحمل مشعل السلف؟ أجوبة كل تلك التساؤلات لا تهم، لأن ما يهم هوأن بلدنا ولله الحمد ينعم بالسلم والأمان اللذين يجعلانه أرضا تحتضن المهرجانات الفنية وتستضيف فنانين من العالم العربي والدولي بكل المحبة والتقدير والترحيب.. يثنون على بلدنا وعلى الوضع الأمني الذي يشهده، كما لا يتردون في الإفصاح عن صعوبة تنظيم مهرجانات فنية في العديد من البلدان العربية التي كانت سباقة في هذا المجال بسبب ظروفها السياسية الصعبة.. إكرام زايد [email protected]