ستمكن من معالجة 85 في المائة من مياه التطهير السائل الذي تنتجه المدينة وقفت الجريدة من خلال زيارة ميدانية لمحطة تصفية المياه العادمة فاس،ا ن المحطة دخلت مرحلة الاختبارات التجريبية الاولية، وقد تشرع في العمل خلال الاشهر القليلة حسب مصادر تقنية، كما اتخذت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء جميع الاجراءات الضرورية اللازمة لحماية التجهيزات وقنوات المحطة من أي إتلاف من طرف الساكنة المجاورة للمحطة. وما آثار انتباه الجريدة وهي متجهة إلى المحطة، أن هناك أشغال قائمة لتحسين البنيات التحتية لمحيط المحطة، خاصة البنية الطرقية المؤدية لها. وحسب مصادر مطلعة، فإن إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، لها وعي تام بتحسين محيط المحطة، الذي «سينعكس بشكل إيجابي على نمط عيش السكان المجاورين لها ، وعلى طرق تفكيريهم، حيث سيدركون أن منشأة المحطة عامل أساسي من عوامل تنمية منطقتهم»، يقول ذات المصدر. وما يميز المحطة ، التنظيم المحكم والمراقبة، ووضع سلامة العمال ووقايتهم في سلم الأولويات، حيث لا يمكن زيارة المحطة إلا بعد ارتداء القبعة، والأحذية المناسبة، ولباس الوقاية. وقبل التجول في المحطة، قامت المهندسة «إيمان بي» المكلفة بمتابعة مشروع المحطة بتقديم نظرة شاملة عن المحطة من خلال مفتاح المحطة، حيث استطاعت أن تبين بشكل مفصل ودقيق مكونات المحطة وآليات اشتغالها. وأشارت إلى أن المحطة تستعمل آخر المستجدات التقنية في هذا الميدان. وستمكن من معالجة 85 في المائة من المياه العادمة التي تنتجها مدينة فاس مع تقليص المعدل السنوي لما يوازي ما تفرزه 100 ألف طن من المواد العضوية من مادة ثاني أكسيد الكربون. كما أضافت أن هذه المحطة التي تقدر طاقتها للمعالجة ب40 مليون متر مكعب من المياه العادمة سنويا تشتغل بالاعتماد على تقنية (نظام الأوحال المنشطة)، مشيرة إلى أنها مجهزة بوحدة لإنتاج الطاقة الكهربائية انطلاقا من مادة (البوغاز) المستخرج من عملية معالجة الأوحال. وأكدت أن نسبة 50 في المائة من حاجيات المحطة من الطاقة الكهربائية ستتم تغطيتها بفضل وحدة إنتاج الطاقة الكهربائية انطلاقا من مادة (البيوغاز) المستخرج من عملية معالجة الأوحال التي تتوفر عليها هذه المحطة. وتبين من خلال الزيارة الميدانية لمنشآت المحطة، أن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وعيا منها بدور التربية البيئية، خصت بالمحطة، مسلك تربوي للطلبة والتلاميذ والمؤسسات التربوية والتعليمية. وقد أوضح للجريدة المهندس «حفيظ كرات» الدور الهام لهذا المسلك، لأنه ينمي الوعي البيئي لدى زائري المحطة ، وكذا الدور الهام للمحطة في المحافظة على البيئة، وبذلك يبين كما هو الحال في باقي المحطات الدولية لتصفية المياه العادمة مدى انفتاح الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء على محيطها الخارجي. كما أوضح نفس المهندس، أن المحطة دخلت في مرحلتها الاختبارية، حيث تخضع يوميا للمتابعة والمراقبة للوقوف على كيفية اشتغال المعدات والآليات التي تتوفر عليها هذه المحطة قبل الشروع في عملية الاستغلال. وحسب مصادر من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس، فإن مشروع المحطة سيقلص من التلوث الصادر عن مدينة فاس بنسبة تفوق 85 في المائة، وسيعمل على تنقية وادسبو، الذي يعرف نموا ديموغرافيا هائلا، ويعتبر الأكثر تلوثاعلى الصعيد الوطني. وقدرالاقتصاديون الخسائر الاقتصادية السنوية المرتبطة بتلوث نهر سبو بأكثرمن مليارسنتيم، حيث تساهم مدينة فاس بمياهها العادمة المنزلية والصناعية المقدرة في 38 مليون مترمكعب في السنة أي مايعادل 40 % من هذاالتلوث. واضافوا إلى أن الارتباط المعيشي للسكان بالحوض، جعلهم يعانون من الناحية السوسيواقتصادية. وللإشارة تقدرالكلفة الإجمالية لمشروع محطة تصفية المياه العادمة لمدينة فاس 1.081 ملياردرهم، منها 781مليون درهم تهم أشغال إنجازها و300 مليون درهم من أجل تدبيرها واستغلالها لمدة عشر سنوات.فاس: عبد المجيد بوشنفى