" إلى شدوه راه غادي يحكمو عليه بالإعدام " ،هي الكلمات التي انسابت من فم كوثر بعفوية وتلقائية مصحوبة بابتسامة خفيفة، وهي تهز نظرها صوب مجموعة من ممثلي المنابر الإعلامية والجمعوية والحقوقية التي كانت تنتظر قرب منزل عائلتها بدوار المسيرة بالمحمدية انطلاق وقفة احتجاجية مساء يوم أول أمس الأحد، من تنظيم إحدى الجمعيات بالدوار للتنديد بحادث اغتصاب كوثر البالغة من العمر 5 سنوات. عم كوثر الذي ناب عن شقيقه أي والد الضحية في سرد تفاصيل قضية الاغتصاب، اعتبر أن كوثر ولدت من جديد،كان من الممكن حسب قوله أن يتم اغتصابها وقتلها من طرف هذا الوحش الآدمي لطمس معالم جريمته لكونها تعرفه جيدا،لكن الألطاف الإلهية ساقت لها صاحب سيارة، استرعى انتباهه صراخها الذي كان ينبعث من بين أحراش، حين شرع المتهم في اغتصابها من مؤخرتها ببقعة أرضية خالية بحي النهضة توجد بجوار أطلال القصر المعروف باسم " لبرانس " البعيد نسبيا عن مقر منزل الأسرة ، لكن توقف صاحب السيارة بعثر أوراق الجاني وجعله يهدد كوثر بأوخم العواقب إن لم تصمت، مع إلزامها بالانبطاح أرضا تفاديا لرؤيتها من طرف سائق السيارة، لكن كوثر استغلت تركيز مغتصبها نحو هدا الأخير لتركض بسرعة صوبه وتخبره بأنها مختطفة، فيما لاذ الجاني بالفرار إلى وجهة مجهولة لينقلها صاحب السيارة نحو منزل الأسرة ويختفي عن الأنظار ربما تفاديا لاستنطاقات لا طائل من ورائها. لم يكن المتهم البالغ من العمر حوالي ثلاثين سنة غريبا عن كوثر لأنه كان يستقر ب »عشة» بجوار منزل أسرتها منذ سنتين وفرها له صاحب إسطبل كمستقر لرعي أبقاره،وكان يحظى بعطف وحنان مجموعة من السكان، بل كان بعضهم يقومون بتزويده بمؤن غذائية سواء في الأيام العادية أو خلال وجبات السحور والإفطار، فالرجل كان بعيدا عن أي شبهات ولم يسبق له القيام بأدنى حركة تثير ريبة السكان، وكان البعض يعتبره بمثابة الأبله الذي يتم استغلاله من طرف بعض السكان لقضاء أغراضهم ومآربهم، فقد سبق له خدمة أشخاص بمدينة المحمدية من بينهم امرأة مكث بجوارها لمدة ست سنوات ،لكنه في اليوم الأخير من شهر رمضان كشف عن نفسيته السادية حين ترصد لكوثر لحظات بعد صلاة العصر، وحملها بين ذراعيه تحت التهديد والوعيد قبل أن يفرغ في جسدها الغض مكبوتاته الجنسية وهو تحت تأثير مفعول المخدرات والكحول التي اشتمت كوثر رائحتها المنبعثة من فمه. بمجرد إشعارها بالموضوع فتحت مصالح الشرطة القضائية بالمحمدية تحقيقا في الموضوع، توج باعتقال صاحب الأبقار في نفس اليوم لكونه المسؤول عن استقدام الجاني وتشغيله كراع لديه دون أن يتوفر على نسخة لبطاقته الوطنية، ليتم إطلاق سراحه في الساعات الأولى من صباح يوم العيد، كما قامت عناصر الشرطة بتفتيش " عشته " وحجز مجموعة من أغراضه كما حجزت الشرطة تبان الضحية من أجل إخضاعه لتحاليل الحمض النووي، فيما يستمر البحث عن الجاني الذي يعلم الجميع أنه يتحدر من مدينة آسفي والتي من المرجح أن يكون غادرها ربما هروبا من متابعة قضائية. الوقفة الاحتجاجية وهي الثانية من نوعها التي تنظمها إحدى الجمعيات بالدوار للتنديد بحادث اغتصاب كوثر، والتي تحاول بعض الجهات الركوب عليها لحل ملف مشكل السكن المستعصي بهذا الدوار، حين أشاعت بأن عملية الاغتصاب تمت داخل »العشة» التي يستقر بها الجاني لتوريط ممثلي السلطات المحلية،عرفت حضور أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمحمدية وأعضاء من الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان لجهة الدارالبيضاء سطات ،وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية مجموعة من الأطفال والرجال والنساء حاملين مجموعة من الشعارات مثل " ماتقيسنيش"، " ما تقيس ولدي "، " لا للاغتصاب "، كما رددوا مجموعة من الشعارات بعضها ذات أبعاد وطنية من قبيل " بن كيران شوهتينا،وللصبنيول بعتينا"، " الحكومة إسلامية ،والسياحة جنسية " أولادكم احميتوهم،وولاد الشعب بعتوهم". لمحمدية : أحمد بوعطير