لم تدم أجواء الفرحة بعيد الفطر بحي التشارك بالدار البيضاء إلا يوما واحدا. فما كادت عقارب الساعة تتجاوز منتصف ليلة الجمعة الماضية بحوالي نصف ساعة حتى انقلب احتفال الأسر داخل بيوتها وسمر جلساء المقاهي والمتجولين بالشارع إلى حالة من الهلع، بعد أن تحولت أزقة هذا الحي الشعبي التابع لنفوذ مقاطعة سيدي مومن إلى مضمار لمعركة بالأسلحة البيضاء. حرب أشبه بتناحر القبائل في عصر الجاهلية، حيث شنت مجموعة من أبناء حي مولاي رشيد المجاور هجوما شرسا على قاطني حي التشارك، انطلق في بادئ الأمر بإحداث الفوضى والضجيج وإمطار أسماع السكان بوابل من الشتائم والألفاظ الساقطة، ثم انتهى باستعمال الجهة المهاجمة للسيوف والسكاكين والعصي والحجارة في تخريب الممتلكات والاعتداء بالضرب والجرح على كل من وقف في طريقهم. كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر والنصف من ليلة العيد، حيث تفاجأ سكان حي التشارك على مستوى الشطر الأول بجوقة من الأشخاص الغرباء عن الدرب، الذين كانوا في حالة غير طبيعية، وهم يحدثون فوضى هرجا، مما دفع بعدد من أبناء الحي إلى الدخول معهم في صراع دموي، استخدم فيه الطرفان الأسلحة البيضاء والتراشق بالحجارة، ليصاب في هذه المعركة الضارية ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة. كما تعرض صاحب محل لبيع الفواكه الجافة لعملية سرقة طالت مبلغا ماليا يقدر ب 3000 درهم من طرف بعض أفراد العصابة المعتدية، بالإضافة إلى ما خلفوه وراءهم من خسائر مادية بسيارة كانت مركونة بالشارع العام، تمثلت في كسر زجاجها الأمامي. وبناء على أحداث «حرب البسوس» بين أبناء حي مولاي رشيد وحي التشارك، فقد انتقلت العناصر الأمنية المداومة ليلتها إلى عين المكان رفقة عناصر الشرطة القضائية لأمن البرنوصي، التي قامت بحملة تمشيطية بمحيط الحادث بهدف التوصل إلى الجناة وإيقافهم بعد أن قامت بتحريات بعين المكان، حيث توصلت إلى هوية ستة أشخاص من قاطني حي مولاي رشيد، لكن هذه الحملة بقيت بدون جدوى. كما تم التوجه إلى مقرات سكن المعتدين الذين جرى التعرف عليهم من خلال تصريحات الشهود، لكن هذه العملية هي الأخرى ظلت سلبية. ليتم صبيحة اليوم الموالي للهجوم القيام بحملة أمنية ثانية رفقة عناصر من المصلحة الولائية للشرطة القضائية على مستوى حي مولاي رشيد قصد إيقاف المعتدين. وحسب مصدر أمني، فإن آخر المعلومات حول الهجوم على حي التشارك في ليلة عيد الفطر، تفيد بأن شرطة البرنوصي تمكنت من توقيف 4 مشتبه بهم من ضمن المعتدين، و4 آخرين من المتناحرين معهم من أبناء حي التشارك، حيث تبين بعد تنقيطهم أن عددا منهم من ذوي السوابق أو مبحوث عنهم في قضايا تتعلق بالسرقة وترويج المخدرات. واستكمالا للتحقيق، فمازالت الأبحاث والتحريات جارية ومسترسلة لمعرفة أسباب هذا الهجوم المسلح، والوصول إلى باقي المتهمين قصد إيقافهم وتقديمهم إلى العدالة من أجل الضرب والجرح بالسلاح الأبيض والسرقة والرشق بالحجارة وإلحاق خسائر مادية بملك الغير.