آن تفقد فتاة يدا أو رجلا أهون في منطق المنظور التقليدي من أن تفقد غشاء بكارتها ويزداد الأمر قسارة عندما تفقد عفتها من طرف أقرب الناس إليها والذي من المفترض أن يكون حاميها كالأب أوالشقيق أو العم أو الخال ويزداد الآمر كارثية عندما تنشأ عن هذه العلاقة المحرمة حمل وبعده مولود جديد تذكر مع أشعة الشمس الصباحية بقايا المعركة الليلية، وخيوطها الحريرية تغازل جسده، أشعل سيجارة، جدب نفساعميقا، استقر دخانها في اعماقه. ارتشف قهوته. نفث الدخان. تذكر صوت والدته فجذبه وغاص به في أدغال كثيفة ومظلمة، كان صوتها مشروخا، وهي تناديه أن يبحث عن أخته التي لم يظهر لها أثر منذ الصباح. كلمات قدفت به إلى عوالم التأثر وفي نفس الأن، كانت عيناه تقدفان حمم الغيظ والإنفعال، كيف اقتحم الشقيق خلوة شقيقته؟، و كيف تسلل إلى فراشها ليلوث حرمة الجسد المحرم عليه؟، وكيف استطاع أن يتناسى قدسية الدم؟ ودون أن يدر عاد بذاكرته إلى ماقبل اقترافه للفعل الفاحش شاب فاشل بعد فشله في اجتياز البكالوريا والحصول على الشهادة التي تؤهله إلى الإبحار في عوالم الدراسة العليا بمعهد البوليتكنيك بباريس، للسير على خطى والده الراحل مهندس القناطر، وفي نفس الأن التحرر من المراقبة اللصيقة له ولتصرفاته، خاصة من الوالدة التي أصبحث تتطرف في مراقبته وتحصي أنفاسه بتتبع خطواته، وابعاده عن كل مايتعلق بالجنس اللطيف، وذلك منذ وفاة والده في حادثة سيررفقة خليلته، في الطريق السيار القادم من طنجة في اتجاه البيضاء. بعدهالايعلم سمير مالذي تغير في سلوكه وتصرفاته، وأدخله إلى عوالم لم يكن قط يتوقع أن يسلكها، وهو ابن العائلة المثقفة، أصبح منغلقا على نفسه، يختار مقهى قريب من منزلهم، ويجلس يدخن بهدوء ويتفرج علي الشارع وعلى المراهقات الجميلات ذوات المؤخرات الطرية البارزة والناعمات الملمس و الملامح، العاريات الصدو... كلهن ضاحكات بوجوه مشرقة، وكلهن باسمات متألقات... يقطف نظرة من تلك.. والتفاتة من الأخرى.. ونظرة شفقة من الثالثة كان يستجدي ابتسامات دافئة، لكن لم يكن يحصل إلا على نظرات الشفقة، كان الألم النفسي يعصره كل يوم وهو يرى مرور كل هذه الوجوه الجميلة والمتألقة ذهابا وإيابا. كان هذا حاله كل يوم، وكل أسبوع و كل شهر، ولا أمل في الفوز بإحداهن، وعلى عكس الكثيرين الذين يلجأون إلي مؤسسة البغاء للتعبير عن رغبات الجسد بشكل أكثر انطلاقا، فإن سمير على العكس من ذلك لم يجرؤ علىالغوص في ذلك الحشيش وجسد الشقيقة في أحد أيام شهر مايو من السنة الماضية وبعدما تهالك جلوسا علي كرسي المقهى، أشعل سيجارة محشوة بالحشيش، أخذ نفسا عميقا، ثم اثنين... حتى أنهى السيجارة، وبعد وقت وجيز أشعل سيجارة ثانية محشوة هي الأخرى بالحشيش. ثم أخذ نفسا إضافيا فأحس بنكهة السيجارة تمتزج برائحة أخرى، وهذه المرة، رائحة جسد شقيقته "كاميليا" التي لاتتعدى الستة عشرة سنة، لكن شكلها يقول أكثر من ذلك، بجسدها بض، وطولها الفارع، وجمالها الباهر. كل من يشاهدها دون سابق معرفة لن يتردد في الإعتقاد أنها إحدى نجمات السنيما. شابة جميلة جدا شقراء وذات قوام رشيق، إنها من الجيل الجديد للغاية، تلبس باستمرار سروال جينز وتجانسه مع "تي شورت" وإكسسوارات تضفي عليها أناقة ورونقا، والبسمة لاتفارق محياها، ذلك اليوم المشؤوم ، لم تكن الوالدة في المنزل كانت في زيارة للأهل، جلس سمير في البهو يدخن سيجارته، ولم تمض إلا دقائق، حتى هلت كاميليا قادمة من الاعدادية "مهدودة" من تعب الدراسة، ألقت بمحفظتها، وولجت إلى غرفتها تغير ملابسها، لحظات وخرجت وهي مرتدية لباسا شفافا يظهر من جسدها أكثر مما يخفي، أحس سمير بإشتعال الرغبة في جسده، اقترب منها وأمد يده المرتعشة إلى حلمة ثديها فوجد صدر شقيقته دافئا، ومد اليد الأخرى إلى موخرتها المتكورة. تجمدت الشابة من هول المفاجأة في مكانها. لم تأخذ الشاب رحمة بشقيقته وأسقطها ارضا ثم افتض بكارتها، و من شدة الألم سقطت كاميليا مغميا عليها، فيما هوبقي سمير جاثما جانبها، وهو يحس بالدوار والغثيان من فعلته الشيطانية: بعد لحظات استفاقت كاميليا وانتفضت واقفة، بعينين تشعان بالغضب، ونظرات السخط، كأنها سهاما تنبعث من كل صوب مطوقة صاحب الفعلة، فاختار سمير الانسحاب، وبقيت هي واقفة حائرة لاتدر ما العمل واختارت في النهاية الابتعاد عن البيت، وهي تجر ذيول مأساتها التخلص من ولد الحرام كانت الوجهة بيت خالتها في المعاريف لجأت إليها في ساعة متأخرة، هروبا من مأساتها. لجأت إلى غرفة ابنة خالتها، وهناك هجمت عليها هواجس مختلفة اعتملت داخلها أثناء عزلتها مع نفسها، ولم تجرؤ على التعبيرعنها، بعد أن أصبح الهدف الأساسي بالنسبة إليها هو سرعة التخلص من العبء النفسي الذي يثقل كاهلها وبالتالي سرعة الحصول على مايخلصها من هذه الهواجس. غياب كاميليا عن البيت أثار حفيظة والدتها وبدأت الأسئلة تتوالى من كل صوب، لكن الشابة فضلت كتمان أمراغتصابها من شقيقها وتركت الأيام كفيلة بالإماطة عن المستور وعادت بعدأيام إلى بيت الأسرة لتواصل حياتها، وكأن شيئا لم يقع انخرطت كاميليا من جديد في حياتها العادية وعادت إلى دراستها ورياضة التنس التي تفضلها والتي تمارسها في ناد خاص، ولم تكن تحسب حسابا للذي ينتظرها في مايأتي من الأيام إنتهي الشهر الأول و الثاني فالثالث وبدأت كاميليا تحس بشئ ما ينموا في أحشائها، وقبله عانت من القئ والغثيان المتكرر بالموازة مع فقدان الشهية، و بعدما زاد الأمر عن حده وأصبح مزعجا لها ويعرقل برامجها الدراسية والرياضية، قررت وبعد توجيه من إحدى صديقاتها أن تعرض نفسها على طبيب.. كانت المفاجأة كبيرة للشابة وهي تتلقى خبر الطبيب، أنها حامل في شهرها الثالث والنصف، انتابتها لحظة خوف وضعف، أعادت فتح جراحها التي توهمت أنها بدأت في الإندمال. ،فكرت كاميليا في الكثير من المرات أن تبوح لوالدتها بسرها لكن الحيلة خانتها، وفي أخر مرة صمتت لحظة استجمعت خلالها انفاسها وباحت بالسر الذي يثقل كهلها. الأم وباقي آفراد العائلة فغروا أفواههم من الدهشة، تجمد الدم في العروق وانتفضت الأم كأنما خرجت من غيبوبة الدهشة. انتصبت الذكريات أمواسا وشفرات في حلقها وعروقها واستعادت التساؤلات التي بقيت بدون اجابات منذ شهور بعدما غادرت كاميليا البيت لعدة أيام دون تقديم مبررات كان القرارسريعا من الوالدة بضرورة تواري الشابة عن الأنظار، حتى لايفضح المستور، ولم يكن المكان المناسب إلا في ضواحي مدينة زرهون عند إحدى القريبات، وبقيت الخمسة اشهر لوضع حمل كاميليا، كأنها ذهرا بالنسبة لكل أفراد خاصة وأنها تزامنت مع إشكال البحث عن الجواب العملي لأسئلة من قبيل: كيف السبيل إلى كتم الفضيحة؟ وما العمل مع الجنين القادم؟ تفتق تفكيرهم أخيرا على ضرورة الخلاص من الجنين- العارالذي لن يؤدي إذا بقي داخل الأسرة إلا إلى الفضيحة والسجن للأخ، فكان الحل منح الوليد القادم لأسرة راغبة في التبني وغير معروفة حتى يتم اقبار الفضيحة بأقل الخسائر كانت الوجهة بعد ازدياد الجنين الذي كان ذكرا، إلى ضريح مولاي بوشعيب بمدينة أزمور، الذي يعرف حج العديد من السيدات اللواتي لم يرزقوا باطفال و الراغبات في التبني. لم يكن الأمر يتطلب أكثر من نصف يوم، وقضيت الحاجة بالعثور على سيدة تنحدر من منطقة أيت عتاب نواحي بني ملال التي بقبت في الضريح لأسابيع تنتظر من يمنحها ولدا، بعدما سمعت الكثير عن مدينة أزمور التي تستقطب العديد من بائعات الهوى من مختلف جهات المملكة واللواتي كثيرات منهن يجدن أنفسهن حامللات لأجنة غير مرغوب فيها المعاناة التي كابدتها كاميليا لايمكن حصرها في اغتصابها من شقيقها كما لايمكن قياسها بمعاناة الحمل والتخلي عن الوليد الجديد، بل أكثر من ذلك وجدت نفسها مظطرة إلى امتهان دعارة الوجبات السريعة والفضل يرجع للشقيق الذي شق الطريق للأخرين.