في المغرب يصاب واحد في المائة و3 في المائة على التوالي من السكان بالتهابات الكبد الفيروسية من نوع «بي» و«سي» كما أن 90 ٪ من حاملي هذا الفيروس لم يتم تشخصيهم بعد. وسيكون المرض مسؤولا عن 44 ألف حالة وفاة خلال العشرين سنة المقبلة. أرقام أعلنت عنها جمعية أغاثة مرضى الالتهابات الكبدية الفيروسية في ندوة صحفية نظمت الجمعة الأخير بمناسبة اليوم العالمي للمرض الذي يصادف 28 يوليوز من كل سنة. ومقابل الانتشار الكبير للمرض مايزال الكثيرون يجهلون وجوده وطرق العدوى وإمكانيات العلاج. خطورة المرض تكمن حسب البروفسور إدريس جميل رئيس جمعية إغاثة مرضى الالتهابات الكبدية الفيروسية في كونه مرضا مزمنا وصامتا وعند ظهوره يكون المرض في مراحله الأخيرة مما يصعب العلاج ويعرض الكبد للتلف بشكل كبير. لكن علاجات جديدة تبعث الأمل في نفوس المرضى. إذ يؤكد البروفسور جميل أن علاجات ثلاثية جديدة ترفع نسب العلاج إلى أزيد من 90 ٪ عوض نسبة 40 و60 ٪ في السابق. وحسب نفس المصدر أصبح المغرب يتوفر على نوع جديد من الأدوية دخل الصيدليات قبل شهرين في انتظار نوع آخر جديد سيتم تسويقه خلال الأشهر القادمة.. لكن كلفة العلاج تبقى عائقا كبيرا في وجه كثير من المرضى إذ تصل كلفة العلاج في مراحل المرض المتأخرة إلى حوالي 60 ألف درهم شهريا. وقد دعا البروفسور جميل إلى ضرورة مواكبة نظام التغطية الصحية لهذا التطور في العلاجات حتى تستفيد منها جميع الفئات الاجتماعية. كما دعا إلى توسيع نظام التغطية الصحية الإجبارية لتشمل فئات أعرض لا تستفيد من أي تغطية وأولهم الأطباء والصيادلة، «كيف يعقل أن الطبيب نفسه ليس مؤمنا ضد المرض..» يقول البروفسور جميل. ويتميز مرض التهاب الكبد الفيروسي بعدم بروز علامات منبهة وفي بعض الحالات قد يكون الغثيان وآلام البطن والعياء واصفرار لون البشرة علامات منبهة ضد المرض. أما العدوى بالفيروس فتكون عن طريق الدم إما بسبب استعمال أدوات نظافة مشتركة أو عند الوشم أو اللجوء لخلع الأسنان عند غير الأطباء وكذا العلاقات الجنسية، ومن الأم إلى الجنين. وإذا كان الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع بي يتوفر على تلقيح مضاد له توفره وزارة الصحة مجانا في المراكز الصحية إلا أن الالتهاب من نوع سي لا يتوفر بعد على تلقيح مضاد مما يعني أن الوقاية تبقى أفضل حل لمواجهة الداء. هدى الأندلسي