عملية "هوليويدية" لا تبتعد عن ما يمكن أن يشاهد في بعض الأفلام، ما قامت به وحدة خاصة تابعة للمركز القضائي لدرك شفشاون، وهي تطارد وتترصد أحد المشتبه فيهم في جريمة قتل بشعة عرفتها المدينة "الزرقاء" نهاية الأسبوع المنصرم، حينما عثر على واحد من كبار تجار المخدرات القوية، و"فتوة" المنطقة مقتولا بل ومسلوخا في بعض جوانب جسمه، في أحد الأحياء العلوية لمدينة شفشاون، مما وضع المصالح المختصة في حالة استنفار، للتحقيق والتحري في هوية القتيل أولا والبحث عن القاتل ثانيا. على مشارف المقبرة الإسلامية لتطوان، حيث يختلط المارة ببعض المتشردين بعدد أكبر من زوار قبور ذويهم، كان الأمر في البداية صعبا للغاية، فخليط الناس بين الكبار والصغار، النساء والرجال، قد يساعد المعني على الفرار ويصعب عملية الدركيين في اللحاق به، بعد أكثر من ثلاثة أيام من البحث والتحري واعتماد مرشدين من هنا وهناك، قد تكون المناسبة للإيقاع به وإلا سيفلت للأبد، هذا ما فكر فيه رئيس المجموعة الدركية التي فوض لها أمر إيقاف القاتل الذي تم التعرف على هويته، وكذلك التعرف على مكان وجوده مساء يوم الثلاثاء المنصرم، حيث كان يتخفى بأحد "أضرحة" المقبرة بتطوان هانئ البال. وصل الدركيون إلى المنطقة بعد أن خططوا ودبروا للإيقاع بالمتهم، لكن لا يمكنهم الدخول بلباسهم وسياراتهم وسط ذلك الزحام من البشر، فاختاروا التنكر في أشكال مختلفة، منهم من ارتدى لباس بائع المياه وآخر لباس عابر سبيل، فيما كان الآخرون يترصدون له هنا وهناك بلباس مدني، قبل أن تبدأ المطاردة المحمومة بين الفار والمطاردين قبل أن يتمكنوا من توقيفه ووضع الأصفاد في يديه قبل أن يستعيدوا أنفاسهم وتعود لهم بعض الابتسامة، فكمينهم كان ناجحا وها هم يعودون بغنيمتهم المطلوبة للتحقيق معه. نور الدين.ك هو الاسم الحقيقي للمتهم الأول في مقتل تاجر المخدرات القوية بشفشاون، لكن يبدو أنه بدوره تاجر مخدرات قوية وأن الأمر فعلا تعلق بتصفية حسابات ومحاولة للسيطرة على سوق هاته المادة على مستوى مدينة شفشاون، فالدركيون الذين طاردوا المعني وتمكنوا من توقيفه عثروا معه على ربع كيلوغرام من الهيروين، وهي كمية كبيرة ومهمة جدا يمكن بواسطتها صناعة آلاف اللفافات المستعملة من طرف المدمنين، حيث لم يعرف فيما إذا كان قد سرقها من الهالك أم أنها تعود له كان يروجها بمناطق مختلفة بين تطوانوشفشاون. وكانت مصالح الدرك قد أعلمت نهاية الأسبوع المنصرم، بالعثور على جثة مجهولة الهوية "بباب درزة" قرب رأس الماء في اتجاه "جامع بوزعافر"، حيث تبين بعد البحث والتحري أن الجثة هي للملقب قيد حياته ب "إيكس" وهو أحد مروجي المخدرات الصلبة بالمنطقة. بل كان "فتوة" المنطقة ولا يقدر أحد الاقتراب منه أو من "محميته" تلك، قبل أن تباشر مصالح الدرك عمليات مكثفة لمعرفة الفاعل، خاصة وأن الجريمة هزت المنطقة وشغلت بال الرأي العام بالمدينة الجبلية الهادئة في رمضانها الساخن. م. العباسي / م.بوغيث