فقد حسن السيطرة على أعصابه وعلى تصرفاته بعد أن أصابه خلل عقلي عقب وفاة والده،لذلك لم يعد يستطيع التصرف في حقه في الميراث، رغم المصاريف الكثيرة التي يتطلبها خضوعه للعلاج، هذه المصاريف التي أثقلت كاهل الإخوة، ودفعتهم إلى رفع دعوى قضائية تمكنهم من الحجر عليه والتصرف في ممتلكاته، وإنفاقها على علاجه، هذه الدعوى التي قبلتها المحكمة لتوفر الأدلة الضرورية التي أعطت للإخوة الحق في تسيير أموال شقيقهم الأكبر، وإنفاقها في علاجه. أصيب «حسن» بخلل عقلي غير كل معالم حياته، وحولها إلى جحيم لا يطاق، فقد تأزمت حالته النفسية والعقلية بعد وفاة والده، وتحول إلى مريض عقلي فاقد القدرة على التحكم في تصرفاته وأقواله، بشهادة الأطباء الاختصاصيين، الذين كشفوا عليه وشخصوا حالته . كان والد حسن قبل وفاته أحد تجار منطقة تارودانت، وعرف بامتلاكه لثروة كبيرة، من المال والعقارات، وهذا ما جعله يرث ثروة مهمة شأنه في ذلك شأن باقي أشقائه، الذين كان لهم نصيب من ميراث الأب. مرض الشقيق الأكبر كان يتطلب الكثير من المصاريف لمتابعة العلاج، بحكم غلاء الأدوية وجلسات العلاج، التي بدأ الإخوة يرفضون تحملها، في وجود ماله الخاص الذي لا يستطيعون التصرف فيه إلا بموجب حكم من المحكمة. فكر الإخوة في طريقة للتصرف في نصيب الأخ الأكبر، بعد أن ساءت حالته الصحية، وأصبحت تستدعي مراقبة وعناية خاصة، تتطلب الكثير من المصاريف التي أضحت تشكل عبئا يثقل كاهل الأسرة، في الوقت الذي كانت فيه أرصدة الأخ المريض كلها مجمدة ولا يستطيعون التصرف فيها. لجأ الإخوة إلى أحد المحامين طالبين الاستعانة بخدماته في هذا المجال، بعد أن علموا أن هناك إمكانية خولها لهم القانون تمكنهم من التصرف في ممتلكاته، بالحجر عليه لفقدانه أهلية التصرف في ما يملك. رفع المحامي دعوى قضائية قصد المطالبة بالحجر على الأخ الشقيق الفاقد للأهلية، بسبب إصابته بخلل عقلي جعله غير قادر على التمييز، بعد حصوله على كافة الضمانات التي ستخول له ضمان نجاح الدعوى كالشهادة الطبية التي تثبت على أن المدعى عليه مختل عقليا، وأنه غير قادر على تسيير شؤونه بنفسه، وأنه يحتاج إلى من يعينه على ذلك. تقدم الإخوة للمحامي بملف ضمنوه جميع الوثائق المطلوبة، بما في ذلك لفيف عدلي يشهد فيه الشهود على أنهم يعرفون جيدا المدعى عليه، وأن هذا الأخير أصابه خلل في عقله منذ مدة طويلة، إلى درجة أنه لا يعرف مضاره ومنافعه، لأنه محتاج إلى من يدير شؤونه وينظر في أحواله وماله. بالإضافة إلى الشهادة الطبية التي أكدت ما جاء في الخبرة التي كلف طبيب محلف بانجازها، حيث أكد فيها الطبيب على أن الأعراض التي أصيب بها المصاب منذ فترة طويلة، أثرت على عقليته وسلوكه، وأنه غير قادر على التمييز بين الضرر والمنفعة في آن واحد، مضيفا أن المرض العضال الذي أصيب به غير قابل للشفاء، ويتطلب معه وجود مساعد ومرافق دائم. موسى محراز