«كون ما عطاوناش العطلة أحسن، عوض ما نبقاو مخزونين في الدار طول النهار». بهذه العبارة خاطب طفل أباه بضجر وسأم، ليعبر له عن حالة الحرارة المرتفعة التي تعرفها مدينة خريبكة، ما يدفع بأغلب السكان القادرين ماديا، أو لديهم بعض أقاربهم أو أهاليهم ببعض المدن الساحلية على الخصوص إلى التفكير في رحلات خارج المدينة، وتحديدا إلى مدن الدارالبيضاء والجديدة والمحمدية، حيث تعرف إقبالا كبيرا هذه الأيام، نظرا لوجود العديد من الشواطئ ، التي توفر إمكانية الترويح عن النفس في ظل درجات حرارة معتدلة. وشكلت صورة التقطت من المسبح الكبير بمدينة خريبكة خلال الأسبوع الأول من يوليوز الجاري، حيث لقيت استغراب العديد من مرتادي صفحات المواقع الاجتماعية، واعتبرها كل من شاهدها «وصمة عار على جبين المسؤولين بالعاصمة الفوسفاطية»، لدرجة أن هناك من وصفها ب «ميدان التحرير المغربي» لكثرة الراغبين في الاستحمام، لمنح أنفسهم قسطا من بعض الإنعاش. والواقع أن عموم «الخريبكيين»، وخصوصا الشباب منهم، يشتكون من غياب فضاءات ترفيهية واستجمامية، سيما أن مدينة خريبكة، تعرف موجات حرارية استثنائية في بعض أيام فصل الصيف. ويذكر أن المجلس البلدي لمدينة خريبكة في الفترة الممتدة ما بين (1997 -2001) قام ببرمجة فائض مالي يقدر بحوالي 7 ملايين درهم لبناء مسبح بلدي بجوار القاعة المغطاة، لكن إرادة السلطة الإقليمية حالت دون إتمام المسبح. بعد التدخلات استطاع بعض المعنيين بالمشروع البحث عن موارد مالية إضافية وإتمام المشروع وتفويته بمبلغ 50 ألف درهم للسنة و لمدة خمس سنوات لأحد تجار الأسواق. وأمام ضغط المجتمع المدني والجمعيات والفاعلين السياسيين والتربويين، استطاعت السلطة أن تتدخل لفسخ العقدة سنة 2010، ومنذ ذلك التاريخ وخاصة بعد وقوع بعض الوفيات في صفوف شباب المدينة أغلق المسبح وتم إتلاف كل التجهيزات والوسائل والممتلكات، وسرقة ما تبقى من المعدات، حيث تحول هذا المرفق إلى مرتع للمنحرفين والمشردين في غياب الحراسة، وبقيت المدينة بدون مسبح بلدي. ولولا المسابح الثلاث لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والخاصة بأبناء أطر وأعوان ومتقاعدي الفوسفاط، ومسبح مدرسة الشروق، ومسبح فندق فرح، الذي يفرض الدخول إليه 80 درهما للفرد. هذه المسابح كلها خاصة ولا يمكن أن يلجها أبناء العموم، فإن شباب وأطفال وسكان المدينة محرمين من الاستجمام، بسبب عدم اهتمام المجلس البلدي بالمرافق الاصطيافية التي قد تخفف من معاناة السكان من ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف. خريبكة الشرقي بكرين