أحالت الضابطة القضائية للدرك الملكي بخنيفرة, صباح يوم السبت الماضي, على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمكناس, رؤساء المناطق الغابوية بكل من بومزيل و تلاغين و أغبالو نخوان, الذي أمر بإيداعهم السجن المحلي لتولال, و عرضهم على قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث معهم في قضية مقتل الخشاب عبد الرحيم ابراوي بالرصاص يوم الأربعاء فاتح رمضان. و في انتظار خلاصات تشريح الجثة الذي قام به الطبيب الشرعي بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة, و كذا تقرير مختبر التحليلات العلمية و التقنية للدرك الملكي حول شظايا الرصاص المستخرجة من جثة الهالك, علمت "الأحداث المغربية" من مصادر مطلعة, أن المتهمين الثلاثة تشبثوا في تصريحاتهم أمام الضابطة القضائية للدرك الملكي ببراءتهم من تهمة إطلاق النار عمدا على الخشاب القتيل, و أعادوا سرد ما سبق و دونوه في تقرير المهمة, من أنه ليلة الحادث اشتبك المشتبه بهم, و أثناء قيامهم بمعاينة روتينية بفرع بوسادر بالمنطقة الغابوية بومزيل, اشتبكوا مع مجموعة من المخالفين يفوق عددهم العشرة, حدث على إثره تبادل لإطلاق النار, بين المخالفين و "الفوريستيا" الثلاثة قبل أن تفاجأ صباحا بنبأ العثور على جثة الضحية بموقع الاشتباك. كما أصدر الفرع الإقليمي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة, بيانا اعتبر فيه أن حادث مقتل عبد الرحيم ابراوي ما هو إلا نتيجة موضوعية لاستمرار سياسة الريع الاقتصادي و غياب الشفافية و استمرار سياسة الإفلات من العقاب و عدم التقسيم العادل للثروات الوطنية. حيث, يضيف البيان, أن" 80 في المائة من عائدات المبيعات الغابوية التي تقدر بالملايير سنويا و التي من المفروض أن تستثمر في التنمية المستدامة بالجماعات المعنية من أجل توفير فرص الشغل و القضاء على الفقر و تمكين المواطنين من البنيات التحتية الضرورية, تتبخر سنة بعد سنة دون أن تعرف طريقها إلى مكانها الطبيعي علاوة على تورط بعض مسؤولي المياه و الغابات مع مافيا الأرز هيكلها عوامل تشجع بعض السكان المجاورين للغابة على امتهان سرقة أشجار الغابة كحل بديل لضمان لقمة العيش". في وقت يشتغل فيه "الفوريستيا" في ظروف صعبة, خاصة و أن "الإمكانيات البشرية و المادية المرصودة لحماية الغابات و الظروف الصعبة التي يشتغل فيها التقنيون الغابويون, حيث أن كل تقني غابوي مطالب بحراسة 4000 هكتار من الغابة تعتبر من ضرب المستحيل و بالتالي هي تشجيع للمافيا الغابوية على التمادي في إجرامها". من جهتها كشفت مصادر من داخل المديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بخنيفرة, عن استياء أطر و حراس الغابات من ظروف العمل التي وصفتها بالخطيرة, مستعرضة جردا لسلسلة من الاعتداءات سبق و أن نفذها مهربون مُزوّدون بأسلحة نارية من صنع محلي و أخرى لا تتوفر على وثائق أو أوراق رسمية, و ذهب ضحيتها عدد من التقنيين و الحراس الغابويين, مقابل تنصل السلطات المحلية و الأمنية من مسؤولياتها في وضع حد للمافيات الغابوية التي تغتني على حساب الفقراء من ساكنة المنطقة, في وقت عجز فيه المجلس القروي و المنتخبون عن تصور شامل لتنمية الجماعة الغنية بثرواتها الطبيعية و البشرية. خنيفرة: محمد فكراوي