تشهد مدينة وجدة في الآونة الأخيرة، نزوحا منقطع النظير للسوريين الفارين من جحيم الحرب التي تدور رحاها بهذا البلد العربي الشقيق، وما يتعرض له المواطن السوري من تنكيل وتقتيل من طرف نظام بشار الأسد، الأمر الذي حدا بالعديد من المواطنين السوريين للنزوح بشكل جماعي نحو مخيمات اللاجئين التي تم تخصيصها لإيواء واستقبال النازحين الهاربين من بطش الجيش النظامي، حيث اختار العديد منهم المخيمات القريبة من البلد، ومنهم من فضل الهرب إلى أبعد نقطة ممكنة من خلال الهجرة نحو المغرب عبر الشريط الحدودي البري الفاصل بين المغرب والجزائر. وبهذا الخصوص تم يوم الإثنين فاتح يوليوزالجاري على مستوى المحطة الطرقية بوجدة، توقيف 20 سوريا، يشكلون أربع أسر، 6 نساء و4 رجال ثم 10 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 8 و10 سنوات، ينحدرون كلهم من منطقة "حمص"و كانوا بصدد التوجه إلى مدن مغربية أخرى طمعا في الأمن والاستقرار الذي فقدوه في بلادهم. وجاءت عملية توقيفهم بتنسيق مع إدارة المحطة ومركز الشرطة الموجود بعين المكان، حيث تم إخبار الجهات الأمنية المكلفة بملف الهجرة التي عملت على نقلهم نحو مخفر الشرطة تماشيا مع المساطرالقانونية والإدارية الجاري بها العمل في مثل هذه القضايا، في انتظار اتخاذ الإجراءات الضرورية لترحيلهم أو إحالتهم على جمعيات أو منظمات تهتم وتعتني بشؤون اللاجئين، حيث يتم التعامل مع السوريين من طرف مختلف الأجهزة الأمنية المغربية بنوع خاص لعدة اعتبارات من أهمها الأوضاع الأمنية التي يشهدها بلد سوريا الشقيق. وفي السياق ذاته أكدت مصادر من داخل المحطة الطرقية، أن هذا المرفق يشهد وبشكل شبه يومي توافد مواطنين سوريين يرغبون في ركوب الحافلات في اتجاه بعض المدن المغربية الأخرى.