«هذا راه رمضان.. واش مغاديش يطلقوا لينا وليداتنا؟»، تتساءل قريبة أحد المتهمين بانفعال في وجه رجل أمن، وهي تهم بدخول قاعة الجلسات باستئنافية البيضاء من أجل متابعة أطوار جلسة دامت دقائق معدودات. وشهدت الجلسة التي رافقتها تدابير أمنية مشددة، تغيب عدد من المتابعين في حالة سراح، والمحاميين المعينين في إطار المساعدة القضائية، وانتهت على وقع تقديم هيئة الدفاع لطلبات تأخير جديدة، الغاية منها منح مهلة جديدة من أجل الإعداد. وهو ما استجابت له الهيئة بعد قرارها، تأجيل الملف إلى الثلاثاء المقبل. مباشرة بعد قرار الهيئة، شرع عشرات المحامين في تقديم طلبات السراح المؤقت لفائدة موكيلهم. أحدهم أشار في مداخلته إلى «ضرورة تغليب الجانب الإنساني في تمتيع المتابعين بالسراح، خاصة وشهر رمضان على الأبواب»، كما استعرض «ظروف الإيواء المزرية داخل المركب السجني عكاشة». وركز باقي المحامين في مداخلاتهم على «أجواء الاكتظاظ الفظيعة، وقلة المراحيض المخصصة للمتابعين». وأوضح محام آخر، ضرورة استحضار ما أقدم عليه المعتقلون في الملف خلال الأيام الماضية، بعدما دخل بعضهم في إضراب عن الطعام، احتجاجا على رفض السراح. ممثل الحق العام التمس في كلمته، رفض جميع طلبات السراح المؤقت، وعقب بحدة على مداخلات المحامين، قبل أن تحجز هيئة المحكمة، طلبات السراح للتداول فيها بعد الانتهاء من باقي الملفات. وفور انتهاء الجلسة، شرع أفراد عائلات المعتقلين في الاحتجاج على رفض ممثل النيابة العامة لطلبات السراح المقدمة، ليدخل هؤلاء في مواجهات مع رجال الأمن المكلفين بتأمين السير العادي للجلسات. وكان المتهمون الراشدون ال74 المتابعون في حالة اعتقال، قد دخلوا الأسبوع الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام، من أجل المطالبة بالإفراج الفوري عنهم، إسوة بالمتابعين ال61، الذين استفادوا من السراح المؤقت في الجلسات السابقة. يذكر أن المتهمين يتابعون بتهم «تكوين عصابة إجرامية، وتعدد السرقات الموصوفة، وإحداث شغب، والإخلال بالأمن العام، وتخريب وإتلاف ممتلكات الغير، وإلحاق خسائر مالية بها، ومحاولة إضرام النار، وتسخير مواقع إلكترونية للتحريض على اقتراف جنايات، وإلحاق خسائر مالية بممتلكات الدولة، والتحريض على الكراهية عن طريق ترديد شعارات والتفوه بكلمات نابية مخلة بالآداب والأخلاق العامة». وجاء اعتقال هؤلاء المتهمين بعد تورطهم في أحداث الشغب والفوضى وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة التي شهدتها شوارع مدينة الدارالبيضاء، يوم 11 أبريل الماضي، قبل بداية مباراة الكلاسيكو بين فريق الرجاء البيضاوي والجيش الملكي برسم الجولة 23 من الدوري الاحترافي. وأسفرت هذه الأحداث، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، في اليوم التالي للمباراة، عن تخريب واجهات ثماني قاطرات للترامواي، وسبع حافلات للنقل العمومي، و13 سيارة، وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا. يشار إلى أن جلسة أمس عرفت، عرقلة مسؤولين أمنيين تابعين لعين السبع الحي المحمدي، لعمل صحفية بجريدة «رسالة الأمة»، مكلفة بتغطية أحداث الجلسة المذكورة. محمد كريم كفال