حتى وهو ينتظر تحكيما ملكيا في الأزمة بين حزبه ورئاسة الحكومة،لايرتكن حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال للهدنة أبدا، ومع كل تجمع خطابي تشحنه فيه حماسة الحضور يزيد شباط من رفع سقف مطالبه إلى درجة التعقيد. في تجمع خطابي نظمه حزبه أول أمس السبت بفاس، ذهب شباط بعيدا في بسط ما ينتظره من رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، إنه يريد تعديلا حكوميا موسعا يشمل برنامج الحكومة، وحتى بعض حلفائه في الحكومة يدعو إلى إعادة النظر في التحالف معهم، والأبعد من ذلك، أن شباط يدعو إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني. في هذا التجمع الخطابي، كشف شباط عن أن الخلاف بين الاستقلال و«البيجيدي» صار خلافا حول البرنامج الحكومي برمته، يقول شباط: «الخلاف في الجوهر تتمحورنقطه حول الزيادة في الأسعار وفي مفهوم الإصلاحات بين المكونات الحكومية كما هو الحال بالنسبة إلى صندوق المقاصة والإصلاح الضريبي والجبائي» ،واصفا برنامج الحكومة الحالية بأنه يقوم على ثلاث نقط هي «الزيادة في الأسعار وخفض الأجور والزيادة في الضرائب ، وهو ما يرفضه حزب الاستقلال» يقول أمينه العام . من هذه الزاوية يكشف شباط عن مزيد من تصوره للتعديل الحكومي الذي يطالب به، وهو يقول إن مطالبته بالتعديل الحكومي مطلب بأن يكون "تعديلا حقيقيا وأن يكون حول برنامج وليس تغيير وزير بوزير". الأكثر من ذلك، سيذهب شباط إلى أبعد من مجرد تعديل وزاري يمس برنامج الحكومة، وذلك حين سيقول إن الحل " هو فتح حوار وطني حول تدبير مستقبل البلد ، والمغرب اليوم في حاجة إلى حكومة ائتلاف وطني لحل مشاكل المغرب ". ويبدو أن الحكومة التي يتصورها شباط لاتستوعب الفريق الوزاري لنبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فبالنسبة إليه « الوزارات لي فيها المشاكل كثيرة هي وزارات سي نبيل بن عبد الله مع الأسف» بل إن شباط فاجأ الحاضرين بالقول: «أقسم بالله أن المغرب بدون هؤلاء الوزراء تيمشي بخير»، وزاد شباط قائلا :«يصعب علينا اليوم التعايش خصوصا مع سي نبيل بن عبدالله والفريق ديالو» واصفا إياه بكونه يشوش على الحكومة حين يبلغ أخبارا كاذبة لرئيس الحكومة ، "فالاستقلاليون غير قادرين على أن يمشوا في حكومة فيها هذا السيد ومشي الحزب ديالو لأننا نحترم حزم التقدم والاشتراكية .."يقول الأمين العام لحزب الاستقلال . شباط بدا غاضبا جدا من الأمين العام للتقدم والاشتراكية، حين قال : " بأن واحد السيد تيوهم راسو أنه الوسيط كيكتب في الجرائد وتيقول أنه قدم النصح لشباط وبنكيران …" معبرا عن أسفه عن ما قال بأن الناس فاش متكونش في قواها العقلية تتبقى غير كتهضر " ، وردا على ما سبق أن صرح به نبيل بن عبدالله بكون حزب الاستقلال مازال لم يهضم بعد أن حزب العدالة والتنمية هو الفائز، رد شباط بطرح السؤال على الحاضرين في هذا التجمع التواصلي الذي احتنتضه قاعة 11 يناير بالقول :" كتعرفو شكون لي كيدخل ما بين اللحم والظفر ..؟" معتبرا أن " حزب الاستقلال لا ينافس حزب العدالة والتنمية ونبيل بن عبدالله تدخل فيما لا يعنيه" . وانتقل شباط للحديث عن اللجوء إلى الفصل 42 من الدستور بالقول : " ذهبنا إليه من أجل حل مشكل بسيط " هو أن هناك عملا انفراديا وليس عملا جماعيا " …" و بهدف حماية المؤسسة الدستورية التي هي الحكومة من عدم انسجامها ، وهذا بدا جليا من خلال لقاءات الأغلبية حيث لم يسبق لنا أن اجتمعنا على نقطة واحدة لصالح الشعب المغربي ..".