بعد الأحداث الإرهابية ليوم الخميس الأسود بالدار البيضاء سنة 2003، وقبلها تفكيك الخلية النائمة لتنظيم القاعدة وتفكيك خلية أمير الدم يوسف فكري، دخلت المصالح الأمنية حربا مستمرة ضد الجماعات الإرهابية. السياسة الإستباقية لمختلف الأجهزة طيلة عشر سنوات مكنت من تفكيك ما يفوق مائة خلية إرهابية وإفشال عدد من المخططات الإجرامية التي كانت تستهدف عددا من المصالح الأجنبية وأيضا مؤسسات عمومية وشخصيات سياسية ومدنية ومغاربة يهود ومثقفين وصحافييين. في وثيقة رسمية حصلت «الأحداث المغربية» عليها، تبين أن الإرهاب شبح لاحق المغرب طيلة العشرية بكاملها، وأن الخطر لا يزال مستمرا خاصة أن القاعدة تصر على تهديد أمن واستقرار المغرب بسبب انخراطه في الحرب على الإرهاب من جهة، واستمرار استقطاب وتجنيد الشباب المغاربة للقتال في مختلف بؤر التوتر ومنها الساحل والصحراء. ومنذ إفشال مخطط الخلية النائمة لتنظيم القاعدة سنة 2002 الهادف لضرب بواخر الحلف الأطلسي بجبل طارق ومصالح أجنبية ومعابد يهودية وأماكن سياحية، عادت القاعدة في السادس عشر من ماي 2003 لتنفيذ هجمات تدخل في إطار مخطط انطلقت فصوله باليمن بتدمير الباخرة «كول» وباكستان باستهداف سفارة مصر وبتونس بضرب المعبد اليهودي بمدينة «جربة». منذ ذلك الحين، توضح الوثيقة، بدأت المصالح الأمنية المغربية سياسة استباقية ضد شبح الإرهاب، وتمكنت من تفكيك 113 خلية إرهابية من بينها حوالي عشرين خلية مرتبطة بتنظيم القاعدة الدولي وبأحد فروعها. طيلة العشر سنوات تم اعتقال 1256متهما بارتكاب 30 جريمة قتل أو المشاركة فيها والعشرات من عمليات الإعتداءات والسطو والنهب. طيلة العشر سنوات، تم إفشال 266 عملية إرهابية من بينها 114 اعتداء باستعمال المتفجرات. تلك اعتداءات كانت ستستهدف 30 مركزا أمنيا 27 موقعا سياحيا و 16 مقرا لبعثات دبلوماسية أجنبية و22 معبدا يهوديا وكنيسة مسيحية، بل أيضا أعضاء بعثة المينورسو والحزام الناقل للفوسفاط بالعيون. العملية أيضا مكنت من انقاذ أرواح 108 شخصا مستهدفا منهم 27 عنصرا أمنيا و16 مغربيا ذي الديانة اليهودية. كل ذلك إلى جانب إنقاذ أرواح 14 موظفا عموميا ومثلهم المدنيين متهمين بالتعاون مع المصالح الأمنية وثلاث سياح وشخصين يعتبرهم الإرهابيون كمروجين للمخدرات. السياسة الإستباقية للمصالح الأمنية مكنت أيضا من إفشال أربعين عملية سرقة وسطو باستعمال السلاح الناري منها 14 مؤسسة بنكية و12 سيارة لنقل الأموال و14 أخرى لوكالة توزيع الماء والكهرباء وأسواق ومتاجر. طيلة عمليات تفكيك الشبكات الإجرامية، تم حجز كميات من الأسلحة ورشاشات الكلاشينكوف ومسدسات «أوزي» و«ماط 4» و«سكوربيون» ومسدسات أوتوماتيكية ونصف أوتوماتيكية وقاذفات وكاتمات الصوت وبنادق صيد وغيرها. أبرز تلك الخلايا هي خلية أمغالا والتي حجز لدى أفرادها ترسانة من الأسلحة عثر عليها في مخابئ في ثلاث مواقع قرب أمغالا على بعد 220 كلم من مدينة العيون، وهي 30 رشاشا من نوع كلاشنيكوف وثلاث مسدسات رشاشة وقاذفة صواريخ من نوع 82 ملم وقاذفيتين من نوع « إر بي جي 7» و66 خزانا للدخيرة ومجموعة من الدخيرة الحية وأسلحة بيضاء وخرائط طبوغرافية للشريط الحدودي المغربي الجزائري. أغلب الخلايا التي تم تفكيكها كانت على صلة بالجماعات الإرهابية الدولية كالقاعدة وخاصة تنظيم القاعدة بالعراق وقائدها الذي لقي حتفه أبو مصعب الزرقاوي وأيضا القاعدة في الغرب الإسلامي كما يدل على يدل على ذلك خلية أمغالا المفككة في يناير 2011. وبعد التدخل العسكري الفرنسي في مالي أخذ تهديد الجماعات الإرهابية بالساحل والصحراء مأخذ الجد وهو ما أدى لتفكيك خليتين في نونبر ودجنبر من السنة المنصرمة مكلفتين باستقطاب شبان مغاربة للجهاد في مالي وهي البؤرة التي يتواجد بها عدد من المغاربة الذين تلقوا تدريبا عسكريا بمعسكرات «أنصار الشريعة»، فيما تبين أن عددا آخر منهم التحقوا ببؤر أخرى خاصة سوريا وقد يشكلون خطرا على الأمن والإستقرار عند عودتهم كما هو شأن بعض المغاربة الأفغان الذين أسسوا الجماعة المغربية المقاتلة. في هذا الإطار تم تفكيك شبكة استقطاب للقتال في تلك مختلف بور التوتر في يناير 2013 بشمال المغرب. تحد آخر واجهته المصالح الأمنية وهو الإرهاب السبرنتيكي. بعض من المعتقلين في إطار ما يسمى «الجهاد الإلكتروني» يشكلون تحديا مضاعفا للمصالح الأمنية. تلك الا حداث المنفردة تتضاعف خطورتها عند سعيهم تقديم خدمات للجماعات الإرهابية في العالم ووضع معرفتهم وخبرتهم رهن إشارتها بحكم معرفتهم بتقنيات المعلوميات واستغلالها في الإستقطاب والتلقين في كيفية استعمال المتفجرات. أوسي موح لحسن