مسلسل التصعيد ،الذي أقدم عليه الأطباء الداخليون والمقيمون ،جعل مختلف المراكز الاستشفائية تعيش على إيقاع الشل ،فأكثر من 1200 طبيب مقيم وداخلي ،توقفوا عن العمل بمستشفى ابن رشد، جعل مواعيد الكشف الطبي وإجراء العمليات الجراحية تعرف التأجيل المستمر ،ليصبح الإكتظاظ والتذمر ،سمة المستشفيات العمومية . التوقف عن العمل بشكل متواصل بالمستشفيات، أغضب المرضى وذويهم، الذين لم يرقهم انعدام الخدمات الطبية، وتأجيل استفادتهم منها وتأخير خضوعهم إلى التحاليل الضرورية والعمليات الجراحية، التي ضربت لهم مواعد بشأنها، بل أدوا مستحقات الكشف عدة مرات دون الاستفادة منه. بدت فاطمة التي تعالج من السرطان، في أول يوم من الإضراب متعبة شاحبة، وهي تنتظر موعدها الذي تأجل أكثر من مرة بسبب إضرابات الأطباء ،لم تستطع الكلام، واكتفت بالتنديد بهذا التأخير ،الذي عمق من معاناتها وآلام عدد من المرضى خاصة القادمين من مناطق بعيدة ، نفس الغضب والقلق عبر عنه كثير من المرضي أمام بوابة المركز الاستشفائي ابن رشد ،ليطالبوا وزارة الصحة بالاستجابة الفورية إلى مطالب الأطباء المضربين ، وإصلاح المنظومة الصحية وما تعرفها من اختلالات عامة . ويبدو أن الإضرابات المتواصلة ،التي دعت إليها نقابة الأطباء المستقلين بالقطاع العام، بشكل أسبوعي ، زاد من تأزيم الأوضاع وغضب زوار المستشفيات، في حين لجأت وزارة الصحة إلى سياسة الصمت والتجاهل ،وأغلقت أبواب الحوار،لتتأجج الاحتجاجات بعدما تعرض له الأطباء في مسيرة الغضب يوم الأربعاء 25 ماي ،من تنكيل وعنف ،دفعت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين إلى التصعيد،فشلت الحركة كليا بمرافق المستعجلات ،التي غادرها أطباء المستقبل ،فتولى الأطباء الأساتذة مهمة تقديم الخدمات الصحية سواء بالمستعجلات أو باقي مرافق المستشفي،ليعبر الأطباء الأساتذة الباحثون بكلية الطب والصيدلة بالرباط في اجتماعهم الإستثنائي يوم الإثنين 30ماي ، عن عدم اتفاقهم مع مبدأ الإضراب بأقسام المستعجلات والإنعاش، معتبرين أن من واجب الطبيب أن يقدم المساعدة لمرضاه في كل « الظروف والأحوال » ومهما لاقاه من تهديد. ما تعرضو له من عنف في مسيرة الرباط ،دفع الأطباء المقيمين إلى مقاطعة مباراة الوظيفة العمومية احتجاجا على ياسمينة بادو، ليتقدم الأطباء المقيمون بطلب إلغاء مباراة 29 ماي بعد التدخل الأمني الملحوظ بمراكز الإمتحان بكل من الرباط والدار البيضاء ، بدعوى أن الوزارة لم تحترم مواعيد إجراء الامتحانات، وقلصت من عدد المناصب الشاغرة من 800 إلى 250. في ظل التصعيد اختارت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إبداء حسن النية بإلغاء وقفة اليوم أمام البرلمان ،لتفسح المجال للحوار مع وزارة الصحة والتعليم العالي يوم الخميس، ،نفس الرغبة أبداها الأطباء المقيمون بالمركز الإستشفائي ابن رشد، بالتفكير في استئناف العمل بالمستعجلات ، وذلك خلال اجتماع الأطباء المقيمين يوم أمس ،في انتظار أن يصبح نافذا بمصادقة اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين على هذا القرار. شاغل سعاد