من يعتقد أن المغاربة يحبون برلمانييهم من فئة القديسين والملائكة والولاة الصالحين واهم الوهم الأكبر. هذه «القبة» لا تصلح لإيواء هذه الفئة «الطاهرة» من بني البشر، هي غير محدثة لذلك. هي تضم أناسا بشرا وآخر ما يُنْتَظَر منهم أن يبرهنوا عنه هو الطهرانية والصلاح الأخلاقي، إذ ما يُنتَظَر منهم هو الإنابة عن المواطنين في ممارسة الرقابة على الحكومة والتأثير التشريعي بما يخدم مصالح المغاربة والبلاد. لاملائكة ولا قديسين.. نريدهم شياطين «غير يحترامو صوت الشعب» .. وزير سكران في البرلمان يستغرب ويتعجب المغاربة أن يسمعوا على لسان الأمين العام للاتحاد العام للشغالين والأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، أن البرلمان وطأه وزير في حالة سكر ، وأن يستنكر القيادي الاستقلالي النجم ذلك بدعوى أن الحكومة التي ينتمي إليها الوزير المزعوم سكره هي حكومة «مسلمة».. ياسيد شباط، صوبت يمينا ويسارا وأعلى وأسفل وفي كافة الاتجاهات في خرجاتك المستمرة.. وها أنت تسقط في مزايدات قريبة من الهرطقة لا لشيء إلا لتحقق غاية ما تزال تتشبث بها هي التعديل الحكومي. ياسيد شباط، الأمر لا يتعلق بحكومة مسلمة ولكن فقط بحكومة «نصف ملتحية»، كما يطلق عليها الإعلام المغربي، لأنها تضم في تشكيلتها وزراء من أحزاب لا تتخذ من الإسلام إيديولجيتها. منها حزبك وحزبا الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية.. لماذا الخلط وإقحام الدين؟ لماذا اللعب على كل الحبال؟ لماذا التصويب في كل الاتجاهات في فقد تام للبوصلة في صراع أضحى ينحرف انحرافا قويا. عبد العزيز أفتاتي والبرلمانيين اللصوص البرلماني القيادي بحزب العدالة والتنمية، ومثلما ألف دائما، نطق بكلام كبير الإثنين الماضي وهو يتهم برلمانيين باللصوصية والاغتناء الفاحش من خلال الاستغلال غير المشروع لمقالع الرمال.. «شفارة غلاظ كاينين فالبرلمان» يقول البرلماني الإثنين الماضي في جلسة الأسئلة الشفوية.. لا جدال في صحة ما قد تقدم به البرلماني من اتهام، ولربما يمكن التسليم أنه أو حزبه يتوفران على الأدلة والحجج التي تثبت ذلك (أليس وزير التجهيز والنقل الوصي على القطاع من نفس الحزب الذي ينتمي إليه أفتاتي؟) .. لكن، ماذا يفيد المغربي المسكين سماع مثل هذه «التشييرات» من فم برلماني في حق زملاء له في المؤسسة التشريعية؟ ياسيد أفتاتي، اعلم أن البرلمانيين، في نهاية المطاف، هم أشخاص لم يسقطوا من السماء فوق مقاعدهم البرلمانية تلك، بل أصوات المغاربة كانت وسيلتهم إليها. وإذن هؤلاء المغاربة المصوتين يعرفون أية فئة من البشر هم ساكنو البرلمان.. إلا في حال وصلوا إلى البرلمان بالتزوير . ومن ثمة اعترفتم أن الانتخابات الأخيرة طالها العبث. فهل تقرون، والحال هذه، أن حزبكم احتل الصدارة في نتائج الاقتراع بفضل التزوير؟ المغاربة يعرفون الصالح والطالح من البرلمانيين. يعرفون من استغلهم، من نهبهم، من غشهم.. وأنتم ممن غشهم . لقد خذلتم ثقة الذين منحوكم أصواتهم انتقاما كما استغليتم من أخطأوا التقدير وقاطعوا الاقتراع ومنحوكم بذلك فرصة الاستئساد. لستم قديسين بمعبد الشياطين.