ادريس بنزكري، المناضل الحقوقي المغربي، طالته أيادي الجهل والتدمير، ليس عندما كان حيا يرزق ليتمكن من الدفاع عن نفسه، لكن وهو في حضرة الأموات، ينتظر لقاء ربه. عديمو الضمير خربوا ليلة الاثنين الماضي، قبر الراحل الراقد في مقبرة سيدي المخفي بجماعة ايت واحي بدائرة تيفلت، بجوار قبر والدته. أيادي العبث قامت بتكسير شاهد الرخام المنتصب على القبر . الأحداث المغربية وفور تلقيها الخبر انتقلت إلى عين المكان، حيث يرقد جثمان ابن البلدة وعاينت آثار التخريب الدي تعرض له قبر المرحوم، من خلال تهشيم الشاهد الدي تحول إلى أجزاء متناثرة. الجريدة اتصلت إثر ذلك، بممثل السلطة في عين المكان في شخص خليفة القائد، الذي نفى أن يكون الفعل مدبرا أو انتقاميا، وهو نفس الطرح الذي أكده مساعد قائد المنطقة الإقليمية للدرك الملكي، الذي استبعد بدوره، في اتصال هاتفي مع الاحداث المغربية فرضية العمل التخريبي، وقال إن سرية درك تيفلت تباشر تحرياتها بشان الواقعة . أسرة المرحوم إدريس بنزكري التي تقدمت الثلاثاء الماضي إلى مصالح الدرك الملكي بتيفلت، بشكاية ضد مجهول، اعتبرت العمل مدبرا وانتقاميا يروم المس بسمعة العائلة، حيث استنكر شقيق المرحوم في تصريح خاص للجريدة ما تعرض له شاهد القبر من تخريب. شقيق المناضل الراحل، اعتبر الاعتداء غير مبرر، وعزا الفعل التخريبي إلى فعل فاعل، مستندا على العثور على قطعة من الأجور بجانب القبر استعملت في الإجهاز على الشاهد، مضيفا أن الأغراس التي كانت تغطي أتربة سطح القبر تم اقتلاعها من جذورها، وأضاف أن عائلة الراحل لا تريد إلقاء التهم جزافا وتطالب الجهات المختصة بالتحري للوصول إلى الفاعل . مسار الراحل بنزكري ولد ادريس بنزكري سنة 1950 في عائلة متواضعة بقرية ايت واحي المنتمية إلى قبائل زمور الأمازيغية. خطى ادريس بنزكري خطواته الأولى في مجال السياسة وهو لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، حيث رافق عامر بن بوزكري خلال حملته الانتخابية بمناسبة الانتخابات التشريعية الأولى سنة 1962. التحق ادريس بنزكري فور خروجه من السجن سنة 1991 بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان. في نهاية أكتوبر 1999 شارك الراحل إدريس بنزكري في التجمع الوطني الأول للضحايا سنوات الرصاص والاعتقال، بالدار البيضاء. وساهم بعد ذلك في تأسيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، وترأسه. سنة 2001 عينه جلالة الملك على رأس هيئة الإنصاف والمصالحة، الأداة التي هندست للعدالة الانتقالية بمغرب العهد الجديد، ثم في دجنبر 2003 على رأس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وظل وفيا، ملتزما، مخلصا، متفانيا في عمله، مؤمنا بمستقبل بلده إلى أن التحق بربه رحمه الله يوم الأحد 20 مايو 2007. بوطيب أبو دلال / جواد الخني