هناك تطرف أوصولي متزايد ضد الهوية الأمازيغية المغربية، بعض أطرافه تنتمي إلى حركات دعوية مثل التوحيد والإصلاح ، والبعض الآخر يشغل مناصب في المجالس العلمية المحلية، ولأنه تطرف أصبح يهدد النسيج المجتمعي، دعت جمعية «تاماينوت» إلى فتح تحقيق في ما راج مؤخرا من تهجمات على الحركة الأمازيغية. المكتب الفدرالي ل”منظمة تاماينوت” عبر عن قلقه الشديد إزاء ثلاثة أحداث وصفها ب”الخطيرة” تستهدف النسيج المجتمعي المغربي الغني بتعدد مكوناته والقوي بوحدتها، ، وحسب نص البيان فإن الجامع بين تلك الأحداث الثلاثة هو توظيف الدين الإسلامي سواء لخدمة أجندات “مشبوهة” في حالة رئيس حركة التوحيد والإصلاح سابقا أحمد الريسوني، أو لخدمة مصالح شخصية في حالة مدينة آسا أو لخدمة إسلام متطرف غير إسلام المغاربة في حالة إمام “أكني” بإيمي ن تانوت. المنظمة الأمازيغية المعروفة باسنتشارهعا الوطني وبنضج مواقفها في قضايا اللغة والهوية الوطنية، طالبت السلطات الأمنية بالاستماع للريسوني على خلفية “التصريحات الخطيرة” التي أدلى بها خلال ندوة بدولة قطر “بشأن القائمة السوداء للمفكرين وغيرهم التي توجد عند الحركة الأمازيغية لمعرفة أسماء من فيها ومن وراء هذه اللائحة، لأن أسلوب القوائم السوداء لا يوجد إلا في قواميس الجماعات الإرهابية والتنظيمات المافيوزية”. وفي نفس السياق، استهجن بيان الجمعية ما جاء على لسان رئيس المجلس العلمي لآسا الذي وصف أمازيغ وساكنة قصر آسا ب'الحراطين' عندما قال في رسالة وجهها إلى الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى ‘…وجدير ذكره صاحب الفضيلة أن صاحب الشكاية والمنتمي إلى ‘الحراطين' هو وأبناء عمومته… وأحيطكم علما أن ‘الحراطين' الذين ينتمي إليهم المجهول ليسوا من قبيلة آيت أوسا صاحبة السواد الأعظم والأغلبية الساحقة بالإقليم حيث يتجاوز عدد أفخادها 12 فخدة وإنما كانوا قلة موزعين بين أخماس القبيلة ولا زالوا كذلك…'، نفس التطرف عبرت عنه «فتوى» إمام جامع ‘أكني' بإمي ن تانوت، الذي أفتى بشأن التحية بالأمازيغية بقوله ‘ لا تجوز التحية بقول ‘ءازول' إلا بعد قول السلام عليكم، لأن تحية الإسلام هي السلام…' كما هاجم ذات الشخص الحركة الأمازيغية بقوله ‘ إن الحركة الأمازيغية تثير النعرات'. واعتبر البيان تزامن هذه الأحداث الثلاثة الخطيرة مع تصريحات أخرى لبعض المنتسبين لحركات الإسلام السياسي ‘تدعو إلى خيار المواجهة مع الحركة الأمازيغية، إضافة إلى وقوع هذه الأحداث في ظرف زمني متقارب، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ويفرض على كل ضمير حي دق ناقوس الخطر لما تشكله تلك التصريحات من تهديد للنسيج الاجتماعي المغربي والأمن الروحي للمواطنين والسيادة الدينية للمغرب واحتقار للوثيقة الدستورية وللواجبا