قررت التلميذات والتلاميذ المكفوفون بمعهد أبي العباس بمراكش،التابع للمنظمة العلوية للمكفوفين، رفع إيقاع احتجاجهم،وتصعيد موقفهم بعد أن واجهتهم “زرواطة”القوات العمومية.فبعد أن قضوا ليلة بيضاء أول أمس، وعاشوا يومهم الموالي في اعتصام مفتوح، دون أن تكلف أي جهة بالمدينة نفسها عناء فتح حوار للنظر في مظلمتهم، قرروا ” زيادة نغيزة” في موقفهم، ليعمدوا إلى قطع الطريق الرئيسية بشارع الامير مولاي عبد الله( شارع اسفي)، ويسدون منافذها بأجسادهم. بعيون خمدت فيها جذوة العيون، وأجساد منهكة بالسهر وتعب الاعتصام، تجللها مظاهر الفقر والخصاص، انتظموا في صفوف متراصة لسد منافذ الشارع،وألسنتهم لا تفتر عن ترديد شعارات منددة بواقع الحال والمآل. مطلب تنحية الأستاذ التي أشعل فتيل الاحتجاج، تركه المعنيون خلفهم ليرفعوا لائحة مطالب جديدة لا تخلو في بعض تفاصيلها من مشروعية وأحقية. من هي الجهة التي أعطت تعليماتها بتعنيف المكفوفين، وإعمال “الدق والتجنديغ”في حقهم؟ وكيف تسللت وثيقة تركت في عهدة بمصالح نيابة وزارة التربية الوطنية لتصل إلى يد الأستاذ موضوع الخلاف؟ أسئلة ربط المحتجون فك اعتصامهم وتوقيف مسيرة احتجاجهم،بتلقي إجابة واضحة عنها، في أفق تحميل المسؤولية لمقترفيها. يؤكد المحتجون أنهم قد سبق لهم وتقدموا بعريضة لمصالح النيابة، ضد الأستاذ المعني مذيلة بمجموعة من التوقيعات، قبل أن يفاجؤوا بتوصله بالعريضة وتدشينه حملة ترهيب وتهديد في حق جميع الواردة أسماؤهم،مع التلويح في وجه بعضهم بأوخم العواقب ،ما أدى لاندلاع شرارة الاحتجاج. السؤال المطروح اليوم،والذي يضعه المحتجون كشرط أساسي لفك اعتصامهم،هو تحديد الجهة التي قامت بتسريب العريضة،وجعلت زملاءهم في مرمى استهدافات الاستاذ موضوع الإحتجاج. ظلت نيران الاحتجاج تحيط بفضاء المؤسسة طيلة يومين، قبل أن يقرر نائب وزارة التربية الوطنية بالمدينة الخروج من صمته،تحت ضغط الاحتجاج وقطع الطريق العام، ويدخل في مفاوضات مع النزلاء انتهت بوقف نزيف التصعيد في انتظار ما سيسفر عنه الحوار من قرارات وإجر اءات. وكان تلامذة المعهد قد عمدوا مساء أول أمس إلى محاصرة الاستاذ، ومنع مغادرته المؤسسة مع رفع شعارات منددة بسلوكه،والمطالبة بإبعاده عن دروب المعهد، حين تدخلت القوات العمومية وعملت على توجيه سيل من الضربات، لدفع المعنيين لفك اعتصامهم وتحرير الاستاذ من مخالب المحاصرة، ما أدى لاصابة مجموعة من المكفوفين ،ونقلهم عبر سيارات الاسعاف لتلقي العلاجات،فيما أصر زملاؤهم على رفع إيقاع الاحتجاج وتصعيد الموقف،ولسان حالهم يردد دعاء المكفوف المأثور” الله يكادها”. إسماعيل احريملة