طالب العشرات من التلاميذ المكفوفين، الذين يتابعون دراستهم في «معهد أبو العباس السبتي»، التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، برحيل عمر الجازولي، مدير مكتب المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فرع مراكش، زوال أول أمس الاثنين، في وقفة احتجاجية أمام مقر المنظمة، التي ترأسها الأميرة لمياء الصلح. وقد رفع المحتجون شعارات وصفوا فيها أعضاء المكتب ب»العصابة»، التي قالوا إنها «انشغلت بقضاء مصالحها الخاصة عوض رعاية شؤون المكفوفين»، الذين بحَّت حناجرهم بالصراخ دون جدوى. كما طالب المتضررون، الذين كانوا مؤازرين بطلبة جامعيين مكفوفين سبق أن كانوا يقيمون بالمقر المنظمة، بإقالة مدير مؤسسة معهد أبي العباس السبتي، الذي «عجز عن توفير الرعاية الكافية لهذه الفئة، التي تحظى بعناية ملكية خاصة»، يقول أحد المحتجين، في تصريح ل»المساء». «منظمة علوية، الجازولي الطاغية»، و»الجازولي سيرْ فحالكْ، المنظمة ماشي دْيالكْ»، شعارات رددها، بحماس منقطع النظير، أكثر من 50 مكفوفا ومكفوفة أمام مقر المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين في مراكش، المتواجدة في شارع آسفي، تحت أشعة شمس حارقة، اضطر معها بعض المتعاطفين معهم، من عمال وعاملات المعهد، إلى جلب قنينات ماء وصبها فوق رؤوس المحتجين، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و16 سنة. وقد سبقت هذه الوقفة وقفات احتجاجية أخرى وسلسلة حوارات ولقاءات مع الجهات المسؤولة، لم يحصلوا فيها سوى على وعود وصفوها ب»الكاذبة». ويعاني المحتجون، الذين يقيمون في القسم الداخلي لمعهد أبي العباس السبتي، والقادمون من مناطق نائية، كالصويرة، وارززات وآسفي، إضافة إلى بعض المناطق المجاورة كمنطقة أوريكا وأيت أورير، جملة من المشاكل، أهمها ضعف الخدمات المقدمة في القسم الداخلي، والمتمثلة أساسا في سوء التغذية وعدم توفير شروط الإقامة المريحة، التي تتماشى مع حاجياتهم المدرسية، إضافة إلى منع بعض المكفوفين من الإقامة بالقسم الداخلي بحجة عدم وجود أماكن شاغرة ومساواتهم مع الأشخاص العاديين في الاستفادة من خدمات النقل الحضري، فضلا على طرد مجموعة منهم بدون مبرر. وفي حديث مع «المساء»، طالب بعض المتضررين، الجهات المسؤولة، وعلى رأسها محمد امهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، بالتدخل العاجل من أجل إنصاف هذه الفئة، التي تعاني «ظلمة البصر وظلم البشر، مؤكدين في السياق ذاته، عزمهم على فعل أي شيء من أجل تحسين ظروف التمدرس في المعهد المذكور، و»تطهيره من عصابات لم تكن في مستوى المسؤولية التي أنيطت بها»، يضيف متحدث «المساء». وفي الرسالة التي وجهوها إلى الجهات المعنية، طالب المكفوفون بتوفير أساتذة متخصصين في الإعلاميات واللغة الإنجليزية وبإحداث خزانة ناطقة في المعهد، إضافة إلى إصلاح جميع المرافق، التي لم تعد صالحة لإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة، مستنكرين بشدة إقصاء المكفوف من العضوية في مجلس التدبير وعدم إحداث جمعية آباء وأولياء التلاميذ. ويذكر أن التلاميذ المكفوفين، المنضوين تحت لواء المنظمة العلوية لرعية المكفوفين فرع مراكش، قرروا تنظيم وقفة احتجاجية اليوم، الذي يصادف ذكرى اليوم الوطني للمعاق.