بعد سنة ونصف سيعيش اليوم الأربعاء مستشفى الحسن الثاني آخر حلقة من مسلسل خلود المأساوي بعودة هذه الطفلة إلى والديها البيولوجيين بعدما اثبتت نتيجة الحمض النووي أنها مولود أنثى من صلبهما، وليست ذكرا كما ادعى مستشفى بيوكرى فخلق الشك والريبة لدى الاسرة وحكم على خلود أن تقضي كل هذه المدة بمستشفى الحسن الثاني معلقة بعدما رفض والديها تسلمها. فخلال أمس الثلاثاء وردت نتيجة الحمض النوي من المختبر العلمي التابع للدرك الملكي الذي أثبث أن الطفلة خلود من صلب أمها المفترضة. لحظة ستكون بلا شك مليئة بالاحاسيس والعواطف الجياشة بحضور المدير الجهوي للصحة وكيل الملك والدرك الملكي والأمن، خلود الطفلة التي أثارت الأحداث المغربية قضيتها في 22 يونيو من صيف السنة الماضية، خلقت منذ يوم ولادتها لغزا خلقه مستشفى بيوكرى من حيث نقلت إلى مستشفى الحسن الثاني بأكاير، وتطلبت الإجراءات الإدارية نتيجة خطأ في إثبات هوية المولود 18 شهرا من أجل فك لغزه. يتذكر الجميع هذه القضية المعنونة بالجريدة تحت عنوان” خلود التي دخلت القرعة ذكرا وخرجت منها انثى”. فقد وردت من مستشفى بيوكرى على أساس أنها ذكر وفق شهادة الولادة المستخلصة، وأدخلت الحاضنة بمستشفى الحسن الثاني، وعند قدوم أبويها لتسلمها بعد أسبوع فوجئا وهما يتسلمان مولودا أنثى. وتطلب الأمر إجراءات قضائية مسطرية طويلة الأمد مع المعاناة النفسية والمادية للاسرة. قسم المواليد بمستشفى الحسن الثاني يطالب بإنصاف من خلال مواكبة القضية إعلاميا، ودحض افتراءات مستفى بيوكرى الذي خلق تشويشا لدى الرأي العام، من خلال تداول دعاية استبدال المواليد. ستكون بحق لحظة مؤثرة، هذه الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل في طبعته المغربية، ستعانق الأم والاب طفلتيهما التي من صلبهما بعدما طمأنتهما نتيجة ال” أ- د – ن “. كذلك في هذه الحلقة الأخيرة ستبكي رئيسة القسم المشرفة علي حضانة المواليد بحرقة فهي التي تؤكد أنها لا تعرف كيف ستفارقها خلود بعد 18 شهرا من العشرة تكونت خلالها أحاسيس أقوى من الأمومة كما أكدت هذه المشرفة خلال مناسبات سابقة. لحظة احتضان ممزوجة بالفرح والدموع من قبل ابوين بيولوجيين، ولحظة وداع مؤثرة من قبل مشرفة على حضانة خلود قضت بجوارها 550 يوما. بداية محنة خلود بدأت مع صرختها الأولى يوم 7 شتنبر 2011 ، كان الحال ليلا، عندما كتب لها أن يكون مسقط رأسها بسيارة صديق في طريق مظلم، تحولت إلى غرفة ولادة على مشارف المركز الصحي لبيوكرى. وقد استكمل هذا المركز الصحي الفحوصات الضرورية، وتبين له خطأ أن المولود ذكر في شهره السابع، وأن عدم اكتمال نموه يتطلب وضعه بشكل استعجالي وسط الحاضنة فتم إرساله في الحال عبر سيارة الإسعاف إلى أكادير. وبعد رفض الابوين تسلم المولود انتقلت القضية بين مستشفى بيوكرى ومستشفى أكادير إلى عملية للضرب من تحت الحزام، أهين خلالها قسم المواليد بمستشفى الحسن الثاني، وخلق ذلك الريبة لدى الاسرة فلجأت إلى القضاء الذي أمر بإجراء خبرة علمية أثبتت أن مستشفى الحسن الثاني على صواب وأن مركز بيوكرى الصحي ارتكب خطأ وصف بالفادح عندما منح شهادة ولادة تثبت أن المولود ذكرا، وتشبث بهذه الشهادة خلال مراحل الاستماع لدى الشرطة، ولدى المحكمة. إدريس النجار