أحال الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمكناس نهاية الأسبوع الأخير ستة أشخاص على سجن تولال المحلي بمكناس، متابعا إياهم من أجل تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف والاحتجاز، وهتك عرض قاصرين تحت التهديد بواسطة سلاح أبيض مع حالة العود، والحيازة والاتجار في المخدرات باستعمال ناقلة ذات محرك، والمشاركة فيها، وعدم التبليغ، وسياقة مركبة ذات محرك دون الإدلاء برخصة السياقة، وحيازة سلاح ناري وذخيرة حية دون سند قانوني، والتهديد بواسطتها. وتعود تفاصيل القبض على هاته العصابة الإجرامية الخطيرة إلى يوم الخميس الأخير، حين تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن بأزرو من فك شفرة العديد من الجرائم التي كانت موضوع شكايات توصلت بها في وقت سابق، حيث أفلحت في رصد تحركات زعيم العصابة الملقب ب”بوحوس” من خلال تكثيف مراقبة مداخل ومخارج المدينة، والتحقق من هوية كل الغرباء والمشبوهين، والاستفادة من التقارير الاستعلاماتية، مما جعل مساعيها تفلح في مسك أول طرف خيط، لم تفلته من يدها، حين توصلت بإخبارية تفيد وجود طريدتها رفقة مساعده، وهما يهمان بمغادرة المدينة على متن سيارة من نوع “تويوتا”. وعلى شاكلة الأفلام الأمريكية، وبتعليمات من رئيس المفوضية، تحرك كومندو مشكل من مجموعة من ضباط ومفتشي الشرطة القضائية المحلية، لينفذوا خطتهم البوليسية للإيقاع برأس الحربة، فنصبوا كمينا، مكنهم من إيقافه رفقة مساعده على متن السيارة المذكورة متلبسين بحيازة 1400 غراما من مخدر الشيرا. استمر رجال الشرطة في التفتيش والبحث، حتى تمكنوا من حجز ممنوعات أخرى، موزعة بين مخدر المعجون، والكيف، ومسحوق طابا، بالإضافة إلى سكين، وهواتف خلوية، ومبلغ مالي مهم، وميزان كهربائي، ورصاصتين من عيار 16 ملم، وثلاث بنادق يدوية، و17 خرطوشة صالحة. بعدها، اقتادت العناصر الأمنية صيدها الثمين حيث مقر المفوضية، فشرعت في توجيه سهام الأسئلة في مواجهة “بوحوس” زعيم العصابة، وواجهته بالضحايا، فلم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه، وباختطافه لقاصرين واحتجازهما بغابة تابادوت، وهتك عرضهما بالتهديد بواسطة السلاح الأبيض، مضيفا أنه كان يتخذ من الغابات والأحراش المجاورة لأزرو ملجأ له ومخبأ، وأنه كان يباغت سائقي السيارات المتوقفين على جنبات الطريق من حين لآخر، ليسلبهم ما يملكون من مال وأغراض، وأحيانا يستغل سياراتهم لنقل المخدرات التي كان يجلبها من منطقة كتامة. قضية بوحوس أعادت بنا الذاكرة إلى ما يقرب عقدا من الزمن، حين خيم الرعب والرهاب على منطقة الأطلس المتوسط التي ظلت ولمدة طويلة تحت رحمة بولوحوش، فكان الشبه بينهما كبيرا من حيث الاسم وطبيعة الجرم.