لقبه صديق الإنسان الوفي.. لكن هذه الصداقة قد تتحول إلى عداء قاتل. كلاب تجوب الشوارع وأخرى تفترش الأرصفة وتحتل الدروب والأزقة. مظهر ألفه سكان المدن رغما عنهم وتعايشوا معه حتى بات جزءا من يومياتهم أما في القرى والبوادي فحدث ولا حرج. لكن هذه الكلاب التي تعد صديقة الإنسان قد تكون سببا في أن يلقى الإنسان حتفه. فداء الكلب أو السعار مازال مرضا معديا وقاتلا تشكل الكلاب مصدره الأول. فكيف ينتقل هذا المرض؟ عضة كلب غادرة قد تتحول إلى كابوس وربما تنتهي بالموت. لكن انتبه فمجرد خدوش بسيطة أو لعق حيوان مصاب للإنسان قد يكون سببا في نقل العدوى أيضا. لكن ورغم خطورة المرض إلا أنه لا يلقى الاهتمام اللازم. خطورة تتوضح بجلاء إذا عرفنا أن شخصا واحدا يموت كل عشر دقائق بسبب هذا المرض. وفي المغرب يقدر متوسط عدد الإصابات عند الحيوانات ب426 سنويا بينما يبلغ عدد الإصابات لدى الإنسان إلى 22 إصابة كل سنة. وفي 85 ٪ من الحالات المصرح بها يكون التعرض لعضة كلب هو السبب في نقل عدوى الفيروس القاتلة. الإعلان عن هذه الأرقام جاء خلال لقاء صحفي بمناسبة الملتقى الثالث لمكتب خبراء داء الكلب في القارة الإفريقية بالدار البيضاء من 23 إلى 25 ماي الجاري. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن البلدان الإفريقية هي الأكثر عرضة لأخطار هذه العدوى حيث إن 44 ٪ من الوفيات الناجمة عن السعار تحدث في إفريقيا كما أن طفلا واحدا بإفريقيا يموت كل عشرين دقيقة بسبب هذه العدوى. أما في أوروبا ومريكا فإن العدوى تقتصر على الحيوانات البرية المتوحشة أو الخفافيش. « الحالات في المغرب تتراجع» يوضح الدكتور بن مامون المسؤول بمديرية محاربة الأوبئة، مؤكدا على دور السلطات الصحية التي تنسق مع كل من وزارة الفلاحة والداخلية سواء من خلال تلقيح الكلاب المملوكة أو جمع الكلاب الضالة والتخلص منها. من منا لا يذكر قصة الطفل جوزيف ماستر الذي كان أول من خضع للقاح الذي اخترعه لويس باستور. لكن في إفريقيا مازال هناك الكثير من الأطفال والكبار أيضا الذين لا يحالفهم الحظ في الخضوع للعلاج في الوقت المناسب، حيث يتوجب أخذ العلاج قبل ظهور الأعراض الأولى للمرض وإلا فإن فرص النجاة تصبح معدومة ويتحول الكلب الوفي إلى عدو لدود. هدى الأندلسي