وحدها الحركة الشعبية تلتزم الصمت وتنأى بنفسها عما يخوض فيه مثلث ابن كيران شباط وبنعبد الله. ففي الوقت الذي يقود هذا الأخير، وساطة غير مضمونة النتائج لتبديد التوتر بين العدالة والتنمية والاستقلال، لم يصدر عن الحركة الشعبية لحد الآن أي رد فعل أو موقف أو مبادرة ، سواء فيما يخص الحرب الإعلامية الدائرة بين الحزبين الغريمين أو حتى فيما يتعلق بمذكرة حميد شباط. كلام رفضه لحسن حداد القيادي الحركي ووزير السياحة، مشيرا في اتصال مع «الأحداث المغربية» إلى أن الحزب، على العكس، مما قد يتصوره البعض يتابع ويترصد كل كبيرة وصغيرة في تطورات وضعية التحالف الحكومي، كما أن له مواقفه واقتراحاته، لكنه يلتزم بتمريرها عبر القنوات الرسمية خلال اجتماعات الأغلبية أو من خلال الاتصالات المباشرة بالحلفاء ، ف«نحن منضبطون ومنطقيون وهادئون» يسترسل القيادي الحركي. وقال حداد إن الحركة الشعبية ترفض الدخول في «البوليميك» والتصريحات الإعلامية التي لاطائل منها في الوقت الذي تستوجب الظرفية الحالية، تضافر جهود الجميع من أجل الانكباب على الملفات الملحة، وعلى تحقيق انتظارات المغاربة. حول موقف الحركة الشعبية من مذكرة حميد شباط، فضل عضو المكتب السياسي للحركة التذكير أولا بأن الحزب غير مطالب بالرد عليها لأنها موجهة لرئيس الحكومة، بصفته رئيس التحالف الحكومي، لكن ذلك لن يمنع أن تعمد قيادات الحزب إلى التداول حولها في أحد الاجتماعات القادمة لمكتبه السياسي قبل تحديد الموقف منها. فيما يخص إحجام الحزب حتى الآن عن القيام بأي مبادرة لرأب الصدع بين العدالة والتنمية والاستقلال وهل يعود ذلك إلى تداعيات توترات سابقة للعدالة والتنمية مع محند العنصر بصفته وزيرا للداخلية، على خلفية بعض التطورات من قبيل منع اللقاء المفتوح لشبيبة الحزب بطنجة قبل أشهر؟ نفى القيادي الحركي ذلك، مشيرا إلى أنه على العكس من ذلك، يقوم الأمين العام للحركة الشعبية بصفته وزيرا للداخلية بتنسيق وتشاور دائمين مع رئيس الحكومة. بل «إني أستطيع القول إنه أكثر الوزراء اتصالا برئيس الحكومة». وفيما أكد أنه اطلع عليها كأيها الناس عبر الصحافة الوطنية، قال إنه يترقب ما ستسفر عنه الوساطة التي يقوم بها نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.