كفى. كانت تلك صرخة نبيل بنعبد الله، إلى حميد شباط، في محاولة لرأب الصدع، وتسريح شرايين مكونات الأغلبية الحكومية، المصابة بجلطة دموية بسبب التصريحات والتصريحات المضادة بين كل من الاستقلال والعدالة والتنمية. مبادرة بنعبد الله، خطوة لتقريب وجهات النظر وخلق أجواء التهدئة بين أحزاب التحالف، لكنها فيما يبدو لم تصل إلى نتيجة ، بل إن شباط لوح بالخروج إلى المعارضة كما قرأت ذلك مصادر قيادية، في ملامح وكلام نبيل بنعبد الله أول أمس خلال الاجتماع الأسبوعي للديوان السياسي للحز ب، تطرق فيه لمجريات اللقاء مع شباط. لقاء الوساطة الذي جاء بمبادرة من الأمين العام للتقدم والاشتراكية، كما تؤكد ذلك مصادر من داخل الحزب، تطرق لكل شيء لكنه لم يسفر في نفس الوقت عن أي شيء. فنبيل بنعبد الله حاول جاهدا انتزاع قبول الأمين العام لحزب الاستقلال، للجلوس إلى طاولة التشاور مع زعماء الأغلبية في أقرب الآجال ، لوضع النقاط على الحروف ووضع أسس التنسيق، بعيدا عن التصريحات الإعلامية، لكنه اصطدم بتصلب شباط الذي ظل متمسكا بمطلب الرد على المذكرة التي رفعها قبل أيام إلى رئيس الحكومة. ف«المذكرة ليست مشكلة في حد ذاتها، لكن شريطة أن نتداول في الأمر جميعا» يخاطب بنعبد الله شباط، ملفتا انتباهه إلى أن الأمر يتعلق بحكومة ائتلاف حكومي وكل مكون له الحق في تقديم اقتراحاته، لكن مع عرضها على طاولة النقاش بين مكوناتها. سواء تعلق الأمر بإعادة النظر في ميثاق الأغلبية أو إجراء تعديل حكومي وغير ذلك مما تضمنته المذكرة، كلها أمور قابلة للنقاش والتداول، لكن هو ما مطلوب هو التحلي بالتهدئة والابتعاد عن التصريحات النارية التي لاتخلق إلا التشنج الذي لاطائل منه والانكباب بدل ذلك على تلبية انتظارات المغاربة والتنزيل السليم لما جاء به الدستور، يقول بنعبد الله لشباط. ف«من ليس ضد تسريع الأداء الحكومي في هذه الظرفية الدقيقة؟.. هذا مطلبنا جميعا» يتساءل بنعبد الله، مذكرا محاوره أن حزب التقدم والاشتراكية، كان سباقا إلى تكثيف التشاور وتسريع وتيرة الإصلاحات وتنزيل سليم لمضامين الدستور الجديدة، لتلبية انتظارات المغاربة، الذين يراهنون الشيء الكثير على هذه الحكومة التي أفرزتها صناديق الاقتراع. حميد شباط وهو يلقي السمع إلى «وسيط التهدئة» وتقريب وجهات النظر، ترواحت ردات فعله تارة بين الإيماء بالموافقة والتهدئة، وتارة بالرجوع للحديث عن مضامين المذكرة، ومرة ثالثة بالتلويح بالخروج إلى المعارضة، حيث إنه في إحدى اللحظات، لم يتردد في الإفصاح لضيفه أن قيادات استقلالية، تطالبه الآن بالانسحاب من الحكومة، وهو الموضع الذي من المرتقب أن تتطرق إليه الدورة الثانية للمجلس الوطني التي انطلقت أمس. اللقاء كان أيضا مناسبة لتبادل العتاب بين الحزبين، على خلفية توتر العلاقات بينهما في الأيام الأخيرة. ففي الوقت الذي يشير شباط إلى أن التقدم والاشتراكية هي البادئة، يرد بنعبد الله أنه يتعفف إذا كان الأمر يهم «شخصه»، أما إذا كان يتعلق بتهجم على الحزب ففي هذه الحالة لايمكن لهذا الأخير إلا الرد، حسب بنعبد الله الذي أكد لشباط أن حزبه كان وسيظل يحترم حزب الاستقلال، كحزب وطني له مكانته وأن العلاقات معه كانت دائما بالتشاور والتنسيق، بل إن التقدم والاشتراكية بادر أكثر من مرة إلى الوساطة بينه وبين الاتحاد الاشتراكي، في مناسبات عديدة ، يبرز بنعبد الله، فهل سينجح هذه المرة في نفس المهمة للتقريب بينه وبين العدالة والتنمية؟ سؤال سيظل معلقا إلى لقاء مرتقب بين الرجلين في الأيام القادمة، تسر المصادر المطلع