نوستاجيا وذكريات وحنين لأيام قضاها الاثنان بالحي المحمدي، وتراجيديا إنسانية أيضا اختار الناقد الفني حسن نرايس رواية تفاصيلها بمعية رفيق الدرب الفنان المسرحي عبد الإله عاجل (مخرج العمل)، من خلال حكاية اختارا لها بداية عنوان «سلخة امرأة»، قبل أن يغير مؤلفها نرايس، العنوان إلى «صرخة شامة»، للرمزية والدلالة الخاصتين لهذا الاسم بالنسبة إلى أبناء الحي المحمدي الخاص بكل المقاييس.. فقد شكلت «شامة» نقطة التقاء بين حسن نرايس وعبد الإله عاجل منذ سنة تقريبا، حيث دأب الاثنان على الاشتغال على قصة هاته السيدة التي زوجها والدها ذات، وهي قاصر، إلى رجل يكبرها سنا شغل منصب مستخدم في أحد المعامل نهارا،في الوقت الذي اتجه فيه للعمل داخل أحد الملاهي الليلية في الفترة المسائية لتأمين احتياجات الحياة ومتطلبات زوجته.. ووفق وتيرة عادية، ورغم رفض «شامة» الارتباط ب «صالح»، فإن وتيرة الحياة تنساب بينهم بشكل عادي وروتيني بعيدا عن أية مفاجآت، قبل أن تنقلب رأسا على عقب بعد وفاة الزوج عقب حادث إرهابي سيضرب المطعم الذي يشتغل فيه الأخير.. وذلك في إشارة رمزية إلى الانفاجارات الإرهابية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء في 16من ماي 2003، وبالتحديد مطعم «كازا إسبانيا» بالمدينة ذاتها..ورغم أن «شامة» ارتبطت عن طريق الغصب بزوجها «صالح»، فإن وفاته تسببت لها الكثير من الألم والحزن الداخلي، دفعاها إلى البكاء الشديد عليه جعلها تفقد في النهاية بصرها، الذي لم يحل دون محاولات زيارة المقبرة حيث ووري جثمان زوجها الثرى.. وفي هاته الزيارة لمقبرة، يضيع قبر «صالح» بين القبور، وفي محاولة لإيجاده تستنجد «شامة»بحفار القبور (يلعب الدور عبد الخالق فهيد)، لكن الأخير يخبرها بأنه فعلا يا يتذكر قبر الزوج لأن جميع القبور، على حد قوله، متشابهةمستندا في ذلك إلى أنه لا فرق بين قبر ضحايا الحروق أو الحوادث أو الانفجارات الإرهابية، لأن كل الموتى هو سواسية..ورغم قتامة أحداث مسرحية «صرخة شامة»، فإن مؤلف حسن نرايس، أكد أن الهدف من ورائها أننا نحكي تفاصيل قصة إنسانية متضمنة للعديد من الأحداث الحزينة التي استخدمت ضمنها مواقف كوميدية، اعتمادا على عنصر السخرية وتقنية الاسترجاع. مسرحية «قصة شامة» رويت أمام الجمهور البيضاوي سماء يوم السبت الماضي بالمركب الثقافي حسن الصقلي، وستروى أمامه مجددا بقاعة سينما ريالطو وأمام جمهور مدينة الرباط بمسرح محمد الخامس إضافة إلى عروض أخرى بمدينة فاس، وذلك بمصاحبة عزف موسيقي جميل للفنان عبد الفتاح النكادي وتشخيص متميز لأعضاء مسرح الكاف المكون من طاقم فني وتقني محترف، يضم الممثلين المغاربة: عبد الإله عاجل وعبد الخالق فهيد ونجوم الزوهرة وربيعة رفيع ومجيد لكروم وعبد الله شيشا.. إكرام زايد