قدم «مسرح الكاف» ليلة السبت الماضي، بقاعة المركب الثقافي حسن الصقلي بسيدي البرنوصي عرضه المسرحي الأول «صرخة شامة»، بحضور جمهور عريض ملأ القاعة عن آخرها، نظراً لتعطش المتتبع المغربي للأعمال المسرحية الجادة والهادفة، سيما وأنها تعرف مشاركة ألمع نجوم المسرح.. مسرحية «صرخة شامة» من تأليف الأستاذ الناقد السينمائي والزميل الصحفي حسن نرايس، وإخراج الممثل المتميز عبد الإله عاجل، وهي من تشخيص عاجل عبد الإله، نجوم الزوهرة، عبد الله شيشا، ربيعة، الفنان الكوميدي المحبوب عبد الخالق فهيد. تطرق كاتب النص في هذا العمل المسرحي الجديد للعديد من القضايا التي تهم الشعب المغربي، وكذا المعاناة التي عاشتها العديد من الأسر المغربية بعد أحداث 16 ماي 2003، وذلك من خلال تجسيد مشاهد ولوحات فنية كانت بطلتها الممثلة الكبيرة نجوم الزوهرة إلى جانب عبد الإله عاجل، حيث تطرق النص لمعاناة أرملة فقدت زوجها في تلك الأحداث المؤلمة المذكورة، والتي كانت مُرابضة بجانب قبره، بإحدى المقابر التي سماها الكاتب ذ. حسن نرايس بالمقبرة المنسية، حيث كانت تتذكر أحلى وأزهى الأيام التي قضتها معه، وكانت في بعض الأحيان تحس أنه لازال على قيد الحياة. أشار النص المسرحي، أيضا، لسلطة الرجل المغربي (العربي) القوية، وأوامره غير القابلة للنقاش ولا للحوار تجاه أسرته، خصوصاً ابنته التي زوجها غصباً وأمرها بترك الدراسة. كما لم تفت ذ. حسن نرايس في النص الإشارة للعديد من المواضيع الساخنة التي قدمها فهيد عبد الخالق بواسطة السخرية وفي قالب الواما نشاو، التي لقيت تفاعلا كبيراً مع الجمهور الذي غابت عنه هذه المشاهد منذ سنوات... حيث تطرقت المشاهد للفوارق الاجتماعية حتى ما بعد الموت، وكذا عن معاناة المواطن مع الغلاء المعيشي، إلى جانب الطرامواي الذي أطل على سكان الدارالبيضاء مؤخرا، وكيفية التعامل مع هذه الوسيلة الخاصة بالنقل الجديدة خصوصاً أيام الديربي، كما لم يغفل زميلنا حسن نرايس في النص «لوحة» مدرب وطني بجانب أرضية الملعب حاملا المصحف، ومردداً الدعوات، وهل المدرب في مباراة لكرة القدم التي تبقى فقط لعبة، أم هو في حالة حرب ضمن الغزوات الإسلامية...!!! كما كان النص يحتوي على معاناة «الكراب» بالمقابر إلى جانب أشخاص يقرأون القرآن على المقابر بصورة حقيقية للواقع. أما الممثلة الصاعدة التي شخصت «صرخة شامة» فقد أدت دورها بامتياز، وكانت محظوظة في الحضور والمشاركة في عمل تحضره أسماء متميزة تعتبر من ألمع نجوم «أبو الفنون». ومن جانب المحافظة العامة والملابس والإنارة والصوت والديكور، فقد أصاب المخرج عبد الإله عاجل هدفه، من جديد بعد غياب طويل، ولعل تجربته منذ أولى أعماله «كزهرة بنت البرنوصي» ومروراً بمسرح الحي لسنوات ونجاحه في كل أعماله، مكنته من إعادة التوهج وإعطاء وتقديم ما يمكن إنجازه رفقة زوجته نجوم الزوهرة وابنه عصام وباقي أفراد الفرقة المسرحية. للإشارة، فقد تابع العمل المسرحي الجديد «صرخة شامة» إعلاميون متتبعون ونقاد وممثلات وممثلون من أسرة الفن المسرحي.. من قبيل الفنان عمر السيد، بالإضافة إلى جمهور عريض من عاشقي المسرح..