يكون لارتفاع ضغط الدم تداعيات خطيرة على صحة المريض في غياب المواكبة الطبية وعدم الالتزام بتناول الأدوية. في مايلي تتطرق الدكتورة بشرى البكري الاختصاصية في أمراض القلب والشرايين والضغط الدموي إلى أسباب الإصابة بهذا المرض المزمن وطرق علاجه. ترتبط الإصابة بارتفاع الضغط الدموي حسب الدكتورة بشرى البكري بعدة عوامل مباشرة وغير مباشرة. ومن بين العوامل الأساسية المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم والتي تمثل 90 في المائة من حالات الإصابة، هناك عامل الوراثة كما هو الشأن بالنسبة إلى أمراض أخرى كالسكري. الاستهلاك المفرط للملح والتوتر يتسببان بارتفاع الضغط الدموي يعتبر الاستهلاك المفرط للملح من العوامل التي تعرض الشخص للإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى جانب السمنة، فكلما كان الشخص يعاني من الزيادة في الوزن تضاعفت لديه احتمالات الإصابة بارتفاع الضغط الدموي، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التدخين وتناول المشروبات الكحولية. ويساهم التوتر الذي يعيشه الشخص في عمله وفي حياته اليومية في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما تزيد احتمالات الإصابة مع التقدم في السن، كما أن المرأة التي تصل إلى مرحلة انقطاع الطمث تصبح أكثر عرضة لهذا المرض. أمراض الكلي ومضادات الالتهابات من العوامل المؤدية للمرض بالنسبة للعوامل الثانوية التي تقف وراء الإصابة بارتفاع ضغط الدم، هناك بعض الأمراض التي تصيب الكلي، مثل القصور الكلوي، والخلل الوظيفي على مستوى الشريان الذي ينقل الدم إلى الكلية، بالإضافة إلى الالتهابات التي تصيب الكبد، والأمراض التي تصيب قشرة ولب الغدة الكظرية التي توجد أعلى الكليتين. يؤدي الاستهلاك المفرط والطويل الأمد للأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيزون حسب الدكتورة بشرى البكري إلى ارتفاع الضغط الدموي، حيث تكون الأعراض التي تساعد على معرفة أسباب الإصابة بهذا المرض واضحة من خلال السمنة غير المتجانسة التي يعاني منها الشخص، حيث يبدو الوجه والجزء العلوي من الجسد أكثر بدانة من الجزء السفلي، بينما قد تعاني المرأة من نمو الشعر في منطقة الدقن بسبب تناولها لتلك الأدوية. هناك أيضا حبوب منع الحمل التي من شأنها أن تساهم في إلإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى النساء الأكثر عرضة لهذا المرض، بالإضافة إلى مضادات الالتهابات غير الستيرويدية، ومضادات الهيستامين، لذلك لا ينبغي تناول هاته الأدوية بشكل عشوائي خاصة من طرف الأشخاص المعرضين للإصابة بارتفاع الضغط الدموي. يمكن أن ينتج ارتفاع ضغط الدم أيضا عن ضيق في الشريان الأورطي coarctation de l'aorte الذي يؤدي بالتالي إلى خلل في تدفق الدم. صداع دائم وطنين في الأذن تتمثل أعراض ارتفاع ضغط الدم في الصداع الدائم الذي يعاني منه الشخص بالإضافة إلى طنين الأذن، لكنه في الوقت ذاته يعتبر من الأمراض الصامته، ففي حالات أخرى قد لا يشعر المريض بأية أعراض مزعجة، كما قد يتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم لفترة قصيرة ويتوقف عن تناولها اعتقادا منه بأنه تعافى من المرض، لكنه في حقيقة الأمر يصبح عرضة لمضاعفات خطيرة مع مرور السنوات. ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى السكتة الدماغية تتجلى مضاعفات ارتفاع ضغط الدم في السكتة الدماغية التي قد تصيب المريض بشكل مفاجئ accident vasculaire cérébral، التي تنقسم إلى نوعين يتخذ الأول شكل نزيف دماغي والثاني شكل انسداد في الشرايين، وكلاهما يؤديان إلى شلل نصفي قد يلازمه طول حياته، وأحيانا قد يصل الأمر إلى الوفاة في حالة النزيف الدماغي. في حالات أخرى يكون تطور مرض ارتفاع ضغط الدم سببا في الإصابة بالقصور الكلوي، وهنا يلاحظ أن الأخير يكون في حالات معينة خاصة لدى مرضى السكري سببا في الإصابة بارتفاع ضغط الدم وفي حالات أخرى من مضاعفات هذا المرض. يؤثر ارتفاع ضغط الدم مع مرور السنوات أيضا على القلب ووظائفه، حيث يؤدي إلى سمك في عضلات القلب فتصبح بالتالي حاجياتها من الأكسجين مضاعفة، وتزيد مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية، كما يجد القلب صعوبة في ضخ الدم لأنه يصدم بضيق الشرايين فيتسع تجويف القلب وتصاب وظائفه بالقصور، حيث يتعرض المريض لنوبات شبيهة بالربو، حيث يجد صعوبة في التنفس ويصاب بانتفاخ في القدمين والإحساس بالتعب «النهجا»، كما قد يؤدي تجاهل علاج ارتفاع ضغط الدم لسنوات إلى الإصابة بالعمى نتيجة تضرر الشرايين. الاستشفاء ضروري أحيانا توضح الدكتورة بشرى البكري أن التحكم في ارتفاع ضغط الدم الناتج عن أمراض الكلي يبدأ بعلاج هاته الأمراض، بالإضافة إلى وصف الأدوية التي تسيطر على ارتفاع ضغط الدم بالموازاة مع مراحل علاج المشكلة الأساسية التي تسببت في ارتفاع ضغط الدم. أما بالنسبة للأدوية التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، فيجب على المريض أن يتفادى استعمالها خلال مرحلة العلاج التي يتناول فيها أدوية ارتفاع الضغط الدموي التي تختلف باختلاف درجة المرض وخطورته، ففي المراحل المتقدمة من المرض قد يصبح من الضروري استشفاء المريض للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، لكن العمل على تخفيض ارتفاع الضغط الدموي لا يجب أن يتم بصورة مفاجئة لأن الانخفاض المفاجئ قد يتسبب في أمراض ثانوية، ويكون العضو الأكثر تأثرا هو الدماغ. التغذية المتوازنة والرياضة للتحكم بضغط الدم تؤكد الدكتورة البكري أن هناك بعض الخطوات الوقائية والاحتياطات التي يجب على المريض اتباعها من أجل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، أهمها التخلص من الوزن الزائد الذي سيساهم في التخفيف من الأدوية وجرعاتها، بالإضافة إلى ضرورة التقليل من الملح في الوجبات الغذائية، والابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية، والابتعاد عن الوجبات السريعة واستبدالها بالنمط الغذائي المتوسطي والتشبث بالعادات الغذائية المغربية الصحية، بالإضافة إلى الحرص على ممارسة الرياضة التي تساعد على الحفاظ على الوزن المثالي والتخلص من التوتر، لكن يجب تفادي ممارسة التمارين الرياضية عندما يكون ضغط الدم مرتفعا والقيام بها بعد انتظامه عن طريق تناول الأدوية. شادية وغزو