عادت شيماء البالغة من العمر حوالي 14 سنة منهكة من حصة دراسية مساء يوم الخميس 6 دجنبر الجاري، معدتها فارغة تحتاج لغذاء لملء هذا الفراغ ، حضرت الأم براد شاي منعنع في حين خرج الأب يبحث عن محل تجاري مجاور لاقتناء أكلة الحرشة والمسمن، استدار أفراد الأسرة في جو عائلي حول المائدة، شرعت شيماء المسكينة تلتهم الحرشة والمسمن بشراهة لكونها كانت جائعة ولم تتصور أبدا أن تكون أن هذه الجلسة العائلية آخر لحظة تعيشها مع أسرتها الصغيرة، انتهى الجميع من عملية الأكل وقامت الأمن بتنظيف المائدة وحملت الأواني نحو المطبخ لغسلها في انتظار تحضير وجبة العشاء لأبنائها، توجهت شيماء وكعادتها نحو غرفتها لمراجعة دروسها استعدادا ليوم دراسي جديد. فجأة شعرت الفتاة بآلام حادة تخترق معدتها، وتمزق أمعائها، نفس الآلام طالت أبويها باستثناء أخيها لكونه لم يتناول أكلة المسمن لأنها لا تعجبه كما جاء على لسان بعض من جيران شيماء، ليتم حمل الجميع نحو مستشفى الفارابي لتلقي العلاجات الضرورية، ومعرفة أسباب هذه الآلام المفاجئة التي ألمت بهذه الأسرة، وفور وصولهم إلى المستشفى قام الطاقم الطبي بذات المؤسسة الاستشفائية بعملية غسل للأمعاء للتخلص من ميكروب نتج عن تناولهم لمواد غذائية مسمومة، تحسنت الحالة الصحية للأم والأب بعض الشيء، وبقيت الحالة الصحية للطفلة جد متظهورة وحرجة للغاية لتلفظ أنفاسها الأخيرة في اليوم الموالي، ليتضح للمصالح الطبية أن الوفاة جاءت نتيجة تناولها لأكلة المسمن مسمومة. وبناء على هذه المعلومات قامت المصالح الأمنية بوجدة باعتقال صاحب المحل التجاري المتخصص في بيع أكلة المسمن والحرشة واقتياده نحو مخفر الشرطة لتعميق البحث معه بخصوص المنسوب إليه. انتقلت جريدة الأحداث المغربية إلى منزل الضحية والتقت مع مجموعة من معارفها وجيرانها لمعرفة ما وقع وما حدث عن كثب، حيث تعددت الروايات بخصوص عملية التسمم ، حيث أوضح لنا أحد أقرباء شيماء أن صاحب المحل التجاري، أزعجته الفئران ولجأ إلى استعمال بعض الأدوية الكيماوية للتخلص منها حيث تسربت بعض من هذه الأدوية إلى كمية من الدقيق مما تسبب في مزجها بمواد سامة كانت كافية لتسمم الفتاة وأسرتها. في حين أكدت مصادر أخرى أن علاقة التسمم هذه لها علاقة بزيوت المائدة التي يتم تهريبها من الجزائر والتي تباع في كل أرجاء مدن الجهة الشرقية حيث يتم عرضها في ظروف غير صحية ، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي باشرتها المصالح المعنية لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا التسمم.