مسيرات ووقفات احتجاجية مشتركة، خاضتها أول أمس، الفيدرالية الديموقراطية للشغل والكنفدرالية الديموقراطية للشغل، بعدد من المدن والمراكز العمالية، فسواء في الدارالبيضاء أو الرباط وأو بركان أو قلعة السراغنة وحتى في مدينة الداخلة رددت حناجر الفيدراليين والكنفدراليين شعارات تندد بالخطوات «اللاشعبية» للحكومة. وعلى عكس المدن الأخرى، التي عرفت فقط تنظيم وقفات احتجاجية، عاشت العاصمة الاقتصادية علي ايقاع مسيرة احتجاجية، انطلقت شرارتها الأولى في منتصف النهار، حيث الساعة تشير إلى 12 زوالا. حركة غير عادية تدب قرب مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بدرب عمر بالبيضاء. وفود صغيرة من النقابيين والنقابيات تتجمع بالقرب من مقر النقابة. وفود بقبعاتهم الملونة وصدرياتهم المشعة تغادر تباعا الأزقة المتفرعة وتلتحق بالساحة الكبرى، حيث سهرت اللجنة التنفيذية على تقسيم الفضاء الصغير حسب القطاعات. تمر الدقائق طويلة، ويقطع مللها بين الفينة والأخرى أحد أعضاء المكتب التنفيذي بشعارات مرتجلة عن الجوع والإضراب والحق في الكرامة. عبدالرحمن العزوزي كاتب عام الفيدرالية الديمقراطية للشغل وفي تصريح له للجريدة قال «بطبيعة الحال هذه خطوة أخرى في مسار التنسيق بين المركزيتين، ونحن اليوم هنا تنفيذا قرار مجلسي النقابتين احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة لالتزاماتها. هناك برنامج نضالي هذه بدايته، ومن الممكن أن تليه خطوات أخرى في حالة بقيت الحكومة متجاهلة للحوار الاجتماعي، وتمادت في المس بالحريات النقابية والإقتطاع من أجور المضربين». محمد الفلاحي الكاتب الجهوي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالبيضاء بدوره أشار إلى خيار التحالف الوحدوي والتنسيق الاستراتيجي بين النقابتين، وهو الخيار الذي أملته حسب الفلاحي «ظروف معينة تصب في مصلحة المغرب». أما فيما يخص المسيرة الاحتجاجية فقد اعتبر الفلاحي «أنها مسيرة جديدة من أجل الكرامة. مسيرة للتصدي لكل محاولات المس بمكتسبات الطبقة العاملة». الساعة الواحدة زوالا. قياديو المركزيتين ينغمسون وسط سلسلة بشرية، ويمسكون بأيديهم لافتة عريضة تدعو إلى رفض الاقتطاعات من أجور المضربين دون سند قانوني وتطالب الحكومة بالتراجع الفوري عنها. أما في الخلف، فكان المنظر شبيها بغابة من اللافتات والألواح الكارتونية والأعلام الصفراء والبنفسجية التي ترمزان إلى الفيدرالية والكونفدرالية. «الشعب يريد إسقاط ابن كيران». هكذا كانت أفواج المحتجين المقدرة ببضع مئات، تردد عبر شوارع ادريس لحريزي وحمان فطواكي وباريز. وفي شارع 11 يناير، تحول هدير الشعارات الصاخبة إلى احتجاج قوي على الزيادة المرتقبة في أسعار الماء والكهرباء وحماية القدرة الشرائية للمأجورين. الساعة الثالثة ظهيرة. صخب الاحتجاج يخف. المحتجون يعودون إلى ساحة 20 غشت بدرب عمر. ووحدها الأحاديث الهامسة بفضح السياسة الحكومية المتحيزة ضد المأجورين والطبقات الشعبية تعم المكان. غير بعيد عن العاصمة الاقتصادية، كان حضور الفيدراليين والكنفدراليين متميزا في الوقفة الاحتجاجية بالرباط، فقد تجمعوا في وسط العاصمة، ورددوا شعارات مختلفة بدأت بانتقاد السياسات اللاشعبية لحكومة بن كيران، و بالزيادة في الأجور لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات الأساسية،كما تميزت وقفة الرباط، بتقديم لوحات وعروض ساخرة اتجاه بنكيران وحكومته وبمدينة بركان ، اختار رفاق عبد الرحمن العزوزي في الفيدرالية ونوبير الأموي في الكنفدرالية، تنظيم وقفة احتجاجية مشتركة أمام مقر عمالة المدينة، حيث شهدت الساعة المقابلة لها حوالي الساعة الثالثة من بعد زوال أول أمس وقفة حاشدة . شعارات تنديدية صدحت بها حناجر المحتجين وتوزعت ما بين التنديد بارتفاع الأسعار وعدم تنفيذ الحوار الإجتماعي . الإقتطاع من الأجور على مستوى العدل والصحة والجماعات المحلية .بالإضافة إلى رصد النقابات للزيادة المحتملة التي ستزيد حسبها من محنة الشغيلة والكادحين .وقفة لم تخل من الإشارات المحلية إلى قطاعات تعرف عدة مشاكل بالإقليم ومنها على سبيل المثال قطاع سيارات الأجرة الصغيرة المنضوي تحت لواء الفدرالية الديموقراطية للشغل حيث تمثلت مطالبه في استفادة المهنيين من الرخص . وبعاصمة الشرق، مدينة وجدة خرج المئات من أنصار الفيدرالية والكنفدرالية، معززين ببعض أنصار حركة 20 فبراير في مسيرة احتجاجية جابت عدة شوارع، طالب خلالها المحتجو بوضع حد الزيادات الصاروخية في أسعار بعض المواد الاستهلاكية الأساسية التي من شأنها أن تضرب القدرة الشرائية للمغاربة وبصفة خاصة الطبقة الكادحة التي تبقى المتضرر الأول من هذه العملية، إضافة إلى رفع مجموعة من الشعارات صبت كلها في التنديد بسياسة حكومة بنكيران، نفس الشيء بمدينة الحسيمة، التي خرج فيها المحتجون الفيدراليون والكنفدراليون في وقفة احتجاجية، رددوا خلالها شعارات مناوئة للحكومة ورئيسها، عبد الإله بن كيران ، حيث ارتفعت عقيرتهم بشعارات من قبيل سوا اليوم سوا غدا الحقوق ولا بد “، ” وخا تعيا ماتطفي غتشعل غتشعل “، في إشارة للغضب الذي ألم بالشغيلة جراء تفعيل قرار الإقتطاع من أجورهم. بقلعة السراغنة، نال بن كيران نصيبا من غضب المحتجين، لايقل عن باقي المدن، فقد رفع فيدراليو وكونفدراليو قلعة السراغنة شعارات غاضبة ضد بنكيران وحكومته، في الوقفة الاحتجاجية التي تم تنظيمها أمام مقر الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل وحضرها حوالي 200 نقابي معظمهم من رجال ونساء التعليم إلى جانب بعض مؤسسي العمل النقابي بالمنطقة، وأعضاء المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية المعطلين. وانطلقت الوقفة الاحتجاجية التي استغرقت ساعة كاملة على إيقاع أغاني مارسيل خليفة وتحت أنظار سيارات الأمن والقوات المساعدة، قبل أن ترتفع حناجر المحتجين بشعارات غاضبة نال منها بنكيران النصيب الأوفر، في الوقت الذي أدان حسن لغليمي كاتب الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل في الكلمة المشتركة بين النقابتين قرارات الحكومة على المستوى الاجتماعي خصوصا ما يتعلق بالإجهاز على الحريات النقابية، والاقتطاع من أجور المضربين. أما النقابيون، الذي احتجوا بشارع عبد الرحيم بوعبيد بالداخلة، فبدورهم عبروا عن استنكارهم لما اعتبروه «قرارت لاشعبية لحكومة» عبد الإله بنكيران، المتمثلة وفق الشعارات التي رفعها رفاق الأموي والعزوزي بالداخلة، في الإقتطاع من أجور المضربين و”الهجوم المتوحش” على القدرة الشرائية للمغاربة، وتردي الأوضاع الصحية. محمد كريم كفال / المراسلون