أدانت المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة في أواخر أبريل الماضي، في ملف جنحي تلبسي عدد 118/2105/2011، حكمها القاضي بإدانة أربعة المتهمين بتهم كل حسب المنسوب إليه . فبالنسبة للمتهم الأول ثمانية أشهر حبسا نافدة وغرامة قدرها 2000 درهم، وذلك بتهمة إهانة الضابطة القضائية والتبليغ عن جريمة خيالية يعلم بعدم وقوعها لتضليل العدالة مع تقديم أدلة زائفة . في حين تمت مؤاخدة الباقين من أجل المشاركة بستة أشهر نافدة وغرامة قدرها 2000 درهم . في حين مازال إثنين آخرين في حالة فرار، حيث صدرت في حقهما مذكرة بحث . بداية القصة أن المدعو «ميلود.ن» سبق أن وضع شكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، يدعي فيها أنه تعرض لاعتداء بالصفع والضرب والركل من طرف «مبارك. د» و«مجيد .ن» و«عبد القادر .م» يوم 26 فبراير من السنة الجارية بداخل إحدى المقاهي بالطريق الرابطة بين قلعة السراغنةوبني ملال، حيث قدم شاهدين على اعتبار أنهما عاينا ما تعرض له، مطالبا النيابة العامة بالاستماع إليهما وتحرير شهادتهما. وهذا ما تم بالفعل . إلا أنه في اليوم الموالي تقدم المشتكى به «امبارك» بشكاية معززة بشهادة طبية مدة العجز فيها 57 يوما إلى النيابة العامة بذات المحكمة مؤكدا فيها على أن «ميلود» الملقب ب«اللواية» رشقه بقنينة زجاجية على مستوى الرأس بنفس المقهى، مما أصابه على إثرها بجرح غائر، اضطره إلى الخضوع لعملية الرتق بالمستشفى. كما قدم أربعة شهود ممن عاينوا الاعتداء الذي تعرض له . وأكد على أن الشهادة التي أدلى بها الشاهدين الآخرين لفائدة خصمه عارية من الصحة . وعلى إثر هذه المعلومات الجديدة، أعطت النيابة العامة بسرية الدرك أمرا باستصدار مذكرتي بحث اعتقال هذين الشاهدين. ولدى استنطاقهما من قبل ممثل النيابة العامة أكدا تصريحاتهما أعلاه. وبناء على إدراج القضية بجلسة 26 نونبر من السنة الماضية مثل الظنينان في حالة اعتقال، حيث أكدا المنسوب إليهمت إجابا بالاعتراف، مؤكدين أن «مليود» سلم لكل واحد منهما مبلغ ألف درهم مقابل شهادة الزور في مواجهة «محمد» وأنهما كانا في حالة سكر. كما صرح المشتكي أن ما جاء على لسان الطنينين لا أساس له من الصحة. وتم اعتقال «شهود الزور» بدائرة زاوية الشيخ جهة تادلة بني ملال أزيلال . وأثناء التحقيق معهم، جاء في اعترافاتهم أن «ميلود» حضر رفقة ثلاث أشخاص إلى زاوية الشيخ على متن سيارته الخاصة . وبمجرد الجلوس بأحد المقاهي طلب منهم أن يدلوا بشهادة لفائدته في قضية خصومة لا علم لهم بها، مقابل حصولهم على مبلغ 2500 درهم . وبالفعل توجهوا جميعا يوم 3 مارس من السنة الحالية إلى مدينة قلعة السراغنة، وتحديدا إلى إحدى المقاهي بالطريق الرابطة بين القلعة وبني ملال . هناك لقنهم بما فيه الكفاية لتقديم شهادتهم تفاديا لأي تضارب قد يحصل، وينسف الخطة بأكملها. بعد ذلك توجهوا إلى مركز الدرك ب«أربعاء كازيط» التي تبعد عن مدينة قلعة السراغنة 27 كلم، لتنفيذ المطلوب منهم على أكمل وجه، ثم تسلموا المبلغ المالي المتفق عليه. وسبق للمتهم «ميلود» الملقب ب«اللواية» أن ورط شخصين آخرين، أحدهما يقطن بدوار اولاد حمو قيادة أهل الغابة، والثاني بدوار اكتوة جماعة الجبيل، في الإدلاء بشهادة زور لفائدته ضد «محمد .س» بدعوى أن هذا الأخير تسلم منه مبلغ مالي مقابل توفير عقد عمل لابنه من أوربا. في حين أن الشاهدين لم يكن لهما علم بهذه الواقعة. وبعد الانتهاء من مهمتهما تسلم كل واحد منهما مبلغ 1000 درهم، إلا أنه بعد مضي أسابيع قليلة على شاهدتهما بالزور استيقظت ضمائرهما، وحاولا أكثر من مرة التوجه إلى المحكمة للتراجع عن أقوالهم، إلا أن جميع محاولاتهما باءت بالفشل . أمام هذه الضغوط النفسية اتفقا على اقتناء لتر واحد من ماء الحياة، وتوجها لأحد الأماكن المحاذية للمحكمة الابتدائية من أجل احتسائها. وبعد أن تمكنت الخمرة منهما توجها معا وهما في حالة سكر طافح إلى المحكمة وبمجرد الولوج من المدخل الرئيسي للبناية شرعا في رفع أصواتهما على أنهما ارتكبا خطيئة في حق متقاض بريء. معلنين أنهما على استعداد للتراجع عن شهادتهما . حضرت فرقة من الأمن وبعد اعتقالهما صرحا في التحقيق على أن حضورهما للمحكمة وهما في حالة سكر، جاء بدافع الرغبة في التراجع عن شهادة سبق لهما أن أدليا بها زورا لفائدة «ميلود»، ليتم متابعتهما في ملف جنحي تلبسي، ثم مؤاخذتهما من أجل المنسوب إليهما بسنتين سجنا لكل واحد منهما، وغرامة مالية قدرها 500 درهم لكل واحد، حيث يوجدان حاليا بإصلاحية سجن قلعة السراغنة .