كانت طريقته فريدة في التنفيذ. لا يلجأ إلى كسر، ولا يعمد إلى اقتحام بالقوة. يغتنم الفرصة، ويحدد الوسيلة المثالية للتنفيذ. تغيرت أحواله بين عشية وضحاها. فكان لابد أن يثير الانتباه إليه. اقتنى حذاء رياضيا ثمنه 2000 درهم، هو الذي كان لا يملك قبل فترة قصيرة ثمن كوب قهوة. سرى الخبر بين الأفراد، وتدوالته الجموع المتحلقة حول طاولات المقاهي.. «سُرِقت التيليبوتيك»…! كانت أصابع الاتهام تشير إلى فرد بعينه. ويظهر أن الاتهامات لم تخطئ طريقها. قبل يومين تمكنت الضابطة القضائية بأمن الحي الحسني من اعتقال شاب، مازال لم يبلغ سن الرشد القانوني، بعد أن تورط في عمليات سطو، طالت مجموعة من المحلات التجارية بإقامات رياض الألفة بالحي الحسني، وكذا بعض المحلات المتواجدة بحي الألفة. قبل أيام قليلة فوجئت إحدى العاملات بمخدع هاتفي، يقع برياض الألفة، باختفاء مبلغ مالي، وهواتف وبطائق تعبئة من الدرج التي كانت تضعها فيها. لم تلمح بمجرد افتتاحها للمحل ذاك الصباح، أي أثر للكسر، أو فتح مسبق للبوابة الرئيسية للمحل الذي تشتغل فيه. فكانت صدمتها قوية. بعد الإبلاغ عن السرقة لدى دائرة أمن الوفاق، التابعة للأمن الاقليمي الحي الحسني، تم القيام بمعاينة المحل الذي تعرض للسطو، وتسجيل الملاحظات في محاضر الاستماع إلى المشتكي. لكن يظهر أن منفذ عملية السطو لم يصبر كثيرا على تصريف ما استحوذ عليه في “غارته” الليلية. عمل على بيع بطائق التعبئة التي سرقها لمحل يوجد بنفس الإقامة. غير أن خبر السطو على المخدع الهاتفي، كان قد انتشر بين أرباب المحلات، ما جعل المقتني يفطن لما كان يتداوله المتهم، ليقوم بتضييق الخناق عليه، بعد أن سلبه ما كام يتحوزه من بطائق. غير أن الجموع التي كانت تحيط باليافع الموقوف، مكنته من الفرار، لتطيل أمد “حريته”، وتعطل اعنتقاله بعد يومين فقط من تنفيذ آخر سرقاته. وبعد أيام من البحث، تمكنت الضابطة القضائية من إلقاء القبض على اليافع المتهم بالسطو على العديد من المحلات التجارية، التي كان يتسلل إليها من النوافذ الصغيرة، مستغلا ضعف بنيته الجسمانية، لكي يدخل إلى المحلات التي يستهدفها، ليلا، ويقوم بالاستيلاء من داخلها على ما خف وزنه وارتفعت قيمته. وقد تم إلقاء القبض كذلك على أحد شركائه في عمليات السطو، حيث تم استدعاء المصرحين بالسرقات، وتأكيد ما نفذه المتهم وزميله من عمليات سطو، كانت «نوعية في تنفيذها»…!