اقترفوا سرقات متعددة استهدفت مجموعة من السيارات باعوا بعضا منها، واستهدفوا محلات تجارية استولوا منها على مبالغ مالية وبطاقات للتعبئة، وسرقوا قطيعا من الغنم، وكانوا في عملياتهم مدججين بأسلحة بيضاء عبارة عن سكاكين وهراوات وعصي وفؤوس ومعاول وقضبان حديدية، رغبة منهم في ردع أي شخص يحول دون تحقيقهم مبتغاهم قبل أن يسقطوا في يد العدالة. أوقف المتهم الأول (ب.ح) الذي كان موضوع مذكرة بحث بتهمة انتمائه إلى تنظيم إجرامي يتعاطى سرقة السيارات التي تكون مركونة ليلا، والاستيلاء على سيارات من أصحابها عنوة تحت التهديد بالسلاح الأبيض وسرقة المحلات التجارية، وقد توصلت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي بسطات إلى كون المتهم ينتمي الى التنظيم الإجرامي بعدما قامت برفع البصمات من على سيارة خفيفة مسروقة، من نوع س،15 لصاحبها ذي الجنسية الإسبانية وجدت متخلى عنها قرب مدارة المهندس بالجهة الشمالية لمدينة سطات. وقد ورد اسم المتهم على لسان باقي المتهمين الرئيسيين، وهي معطيات جعلت عناصر الضابطة القضائية تكثف بحثها عنه. ومساء يوم 10 يونيو 2010 تم إلقاء القبض عليه بإحدى مقاهي حي أناسي بالدارالبيضاء عندما كان منهمكا بمشاهدة مباراة في كرة القدم، فيما ألقت القبض على المتهم الثاني(ع.ل) الذي ينتمي إلى نفس العصابة بإحدى مقاهي حي الألفة بالدارالبيضاء. اعتراف بالسرقة اعترف المتهم (ب.ح) بأنه اقترف عدة سرقات استهدفت عددا كبيرا من السيارات، سواء بمدينة سطات أو برشيد أو مدن أخرى، وبعض هذه السيارات اعتاد شريكه (ع.ف) ركنها بمختلف المرابد بمدينة الدارالبيضاء، خاصة بالنفوذ الترابي لعمالة ابن مسيك سيدي عثمان، وبعد الانتقال إلى هناك تم ضبط سيارة من نوع كونغو تمت سرقتها وثبت عليها رقم مزور، وتبين بعد المعاينة أنها موضوع بحث من أجل السرقة من طرف شرطة برشيد، وتم حجز سيارة أخرى من نوع ميرسيديس بأحد محلات المطالة بحي قصر البحر كان مساعد صاحب المحل (ع.ن) يقوم بترميمها تحضيرا لصباغتها. وعن المنسوب إليه، صرح المتهم بأنه تعرف على التنظيم المتخصص في سرقة السيارات والسرقات الموصوفة بكل أنواعها، من سرقة المواشي إلى عمليات السطو على المتاجر، من خلال شخص يتحدر من مدينة برشيد، وبعدما حظي بثقة التنظيم تعرف على الأشخاص المشكلين لهذه العصابة الإجرامية. وتم الاتفاق بينهم على اقتراف السرقات التي طالت مدن الدارالبيضاء، المحمدية، سطات، برشيد، آزمور، أحد السوالم، البئر الجديد، الجديدة، سيدي بنور، زاوية سيدي اسماعيل، أحد أولاد فرج، واليوسفية. فيما أكد المتهم الثاني (ع.ل) أنه تعرف على أحد الأشخاص أثناء قضائه عقوبة حبسية من أجل المخدرات بسجن العادر وبعد الإفراج عنهما أحضره هذا الأخير وعرفه على بعض أفراد التنظيم ومنهم المتهم الأول (ب.ح). عمليات سطات نفذ الأظناء ثلاث عشرة عملية بمدينة سطات، استهدفت أولاها مخدعا هاتفيا استحوذ الأظناء منه بعد كسره على مجموعة من الهواتف النقالة وبطاقات التعبئة، وكان أفراد من المجموعة استولوا على ثلاث عشرة سيارة تم بيع بعض منها للمتهم(ع.ف) بأثمنة تتراوح بين 10000 درهم و25000 درهم، فيما تم التخلي عن بعض السيارات، إما لحالتها الميكانيكية المتهالكة أو لوقوع عطب بها، وكان الأظناء بين الفينة والأخرى ينفذون عمليات سطو على محلات تجارية أو أكشاك هاتف. عمليات برشيد
بمدينة برشيد اقترف أفراد التنظيم تسع عمليات، استهدفت أولاها سيارة فياط أونو توجه بها أحدهم إلى مدينة وادي زم لبيعها لتاجر مخدرات، وبعدما حصل بها عطب تم التخلي عنها هناك، ثم استهدفوا سيارة من نوع ميرسيديس 190 باعوها لأحد تجار المتلاشيات بسوق السالمية بالدارالبيضاء، لتبدأ معها عمليات السرقة بالمدينة حيث سطت المجموعة على عشر سيارات بيع بعضها فيما تم التخلي عن بعضها الآخر بسبب أعطاب ميكانيكية أو لحادث فجائي، كما هو الحال بالنسبة إلى السيارة التي التهمتها النيران وهم في طريق العودة إلى مدينة الدارالبيضاء.ولم تقتصر العمليات في مدينة برشيد على سرقة السيارات، بل تجاوزتها إلى استهداف محطة بنزين وسرقة خزانتها الحديدية بعد الاعتداء على حارس المحطة وتقييده، حيث تم تكسير الخزانة بعيدا عن المكان لكنهم لم يعثروا بها على أي مبلغ مالي ما عدا بعض الوثائق والشيكات التي تم إحراقها. وفي إحدى العمليات كان الأظناء مدججين بأسلحة بيضاء عبارة عن سكاكين ومديات مختلفة الأحجام وهراوات وعصي وفؤوس ومعاول وقضبان حديدية، وأحدثوا ثقبا في حائط إسطبل وأخرجوا قطيعا من الغنم بالإضافة إلى ثلاث رؤوس من الماعز قاموا بذبحها غير بعيد عن المنزل بسبب التشويش الذي تحدثه، ونقلوا الأغنام على متن شاحنة فيما تركوا ثلاثة رؤوس من الأبقار لأن الشاحنة لم تسعها. استنطاق صاحب محل المطالة ومساعده عند استنطاق صاحب محل المطالة أفاد بأنه يعرف المتهم (ع.ف) كتاجر في المتلاشيات بسوق السالمية، وأكد أنه لا يعرف أنه يشتري السيارات المسروقة، مفيدا أن (ع.ف) كان يحضر إلى محله السيارات لتقويم اعوجاجها وصباغتها، منكرا في الوقت ذاته تغيير أرقام اللوحات في محله من طرف المتهم، وقد حجزت بمحل المطالة سيارة من نوع ميرسيديس 190 كان قد أحضرها المتهم (ع.ف). وعند استنطاق مساعد صاحب المحل أنكر معرفته بالمتهم (ع.ف)، مؤكدا أنه ليس على علم بأن إصلاح السيارات وإعادة طلائها الهدف منه ألا يتعرف عليها أصحابها. 30 سنة وراء القضبان بعد الاستماع إلى الضحايا والمطالبين بالحق المدني، الذين تعرضت ممتلكاتهم للسرقة وتم الاعتداء عليهم من طرف الأظناء بالسلاح الأببيض، وكذا إلى المتهمين، وبعد سلسلة من الجلسات التي ناقشت فيها هيئة المحكمة ظروف القضية وملابساتها، قضت محكمة الاستئناف بمدينة سطات بالحكم على المتهم (ب.ح) ب15 سنة سجنا نافذا بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح ومحاولتها، وحكمت على المتهم الثاني (ع.ل) ب15 سنة من أجل تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح وبتعويض مادي قدره 100 ألف درهم، وبعدم متابعة صاحب محل المطالة ومساعده.