كيف يتعامل المغاربة مع الهاتف المحمول؟ سؤال حملته دراسة قامت بها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات حول مؤشرات قطاع التكنولوجيات الحديثة واستعمالاتها بالمغرب خلال العام الماضي. أجوبة العينة التي شملها البحث ذهبت في اتجاهات متنوعة بتنوع استعمالات الهاتف المحمول.100 في المائة من المغاربة الذين يمتلكون هاتفا محمولا يستعملونه في استقبال المكالمات الهاتفية. فيما يلجأ 99 في المائة من المستجوبين إلى استعمال الهاتف المحمول في إجراء المكالمات الهاتفية. لكن هذا المعطى لم يتم توضيحه بالشكل الكافي، مادام أن دراسة سابقة أبرزت أن معظم المغاربة يفضلون اللجوء إلى “البيب”، عوض إنجاز المكالمة، أسباب هذا الإقبال الكبير على عملية “البيب” لم تظهر في الدراسة، لكن العارفون بخبايا قطاع الاتصالات بالمغرب، يربطون هذا الواقع بغلاء المكالمات الهاتفية بالمغرب، والتي صنفت من خلال العديد من الدراسات من بين الأغلى في المنطقة العربية. إنجاز أو استقبال المكالمات الهاتفية، لا يمثل الاستعمال الوحيد للهاتف المحمول بالمغرب، فحوالي 70 في المائة ممن شملهم البحث أشاروا إلى أن الهاتف يستعملونه أيضا في إرسال الرسائل الهاتفية القصيرة المعروفة اختصارا ب”إس إم إس”، فيما 53 في المائة من المستجوبين قالوا إن استعمالهم للهاتف المحمول يشمل أيضا التقاط الصور أو إنجاز تسجيلات بالفيديو، كما أن 48 في المائة منهم أشاروا إلى أن هاتفهم المحمول يسمح لهم بالاستماع إلى الموسيقى. باقي الأجوبة حول استعمالات الهاتف المحمول بالمغرب، توزعت بين مشاهدة “الكليبات” ومقاطع “الفيديو”، إلى جانب تحميل الرنات والألعاب وإرسال ال”إم إم إس”. لكن المستجد الأكبر خلال بحث العام الماضي، الذي شمل عينة مكونة من 1326 شخصا مجهزا بالهاتف المحمول، 870 منهم ينتمون للوسط الحضري، يتمثل في الإقبال المتزايد على استعمال الهاتف المحمول في الإبحار عبر الأنترنيت، إذ بات أزيد من 6 في المائة من المغاربة يلجأون إلى هذه الوسيلة، في ظل العروض الجديدة التي أطقها فاعلو الاتصالات خلال العام الماضي، والتي ترتبط بالأساس بعمليات الاشتراك الشهري. لكن هذا الرقم الذي يظل ضعيفا بالنظر إلى العروض المقترحة تجد له الدراسة أكثر من تفسير: فأزيد من 63 في المائة من المستجوبين قالوا إن هاتفهم الشخصي لا يسمح لهم بالولوج إلى الأنترنيت، فيما أشار حوالي 60 في المائة منهم بأنهم لا يشعرون بالحاجة إلى استعمال الهاتف لهذا الغرض، على أن 47 في المائة من المستجوبين أقروا بأن العملية تبقى بالنسبة إليهم جد معقدة، كما أن 24 في المائة منهم اعتقد بأن استعمال الهاتف للإبحار عبر الأنترنيت يكلفهم غاليا. لكن خلال العام الحالي يتطلع 14 في المائة من المستجوبين إلى استعمال هاتفهم الشخصي للولوج إلى الأنترنيت، فيما يبدو نوع الهاتف المتوفر للزبناء العائق الأساسي في عدم الإقبال على هذه الخطوة سابقا. في هذا الصدد قال ثلثا المستجوبين بأنهم لا يرون أي فائدة خلال العام الحالي من استعمال الهاتف للولوج إلى الأنترنيت. خلال العام الماضي لجأ 4 في المائة فقط من المستجوبين إلى تغيير فاعل الاتصالات. أسباب التغيير ترتبط بالأساس بالعروض الترويجية التي يطرحها الفاعلون المنافسون، لكن أيضا بسعر المكالمة الهاتف بالفاعل المنافس، وهو ما يعني بالضرورة بأن الزبون المغربي بات يبحث أكثر فأكثر عن التحكم في مصاريف المكالمات الهاتفية. فيما قال 42 في المائة من المستجوبين الذين قاموا بتغيير فاعل الاتصالات خلال العام الماضي، بأن إمكانية الاستفادة من خدمات أخرى، والحصول على شبكة تغطية أحسن وكذا الحصول على جودة في الخدمات، هو ما دفعهم إلى هذه الخطوة. خلال العام الحالي يعتزم 4 في المائة أيضا من المغاربة المجهزين بهاتف محمول، تغيير فاعل الاتصالات. ويأتي في مقدمة أسباب هذه الخطوة إمكانية الاستفادة من عروض ترويجية أو الحصول على سعر مكالمات أقل...