من منا لا يتوفر على هاتف محمول، ومن منا لا يتذكر أول هاتف نقال امتلكه في حياته، فقد أصبح هذا الجهاز الصغير جزءا من حياتنا اليومية، وخلال هذه السنة يحتفل الهاتف النقال بالمغرب بمرور 20 سنة على أول مكالمة هاتفية بواسطة شبكة تجارية. شكلت أول مكالمة بواسطة الهاتف المحمول في أحد الأيام الحارة من صيف عام 1991 بداية عهد جديد في الاتصالات الرقمية العالمية، حيث أجرى الوزير الأول الفيلندي الأسبق هاري هولكيري مع نائب عمدة مدينة تامبيري آنذاك كارينا سيونيو أول مكالمة عن طريق الهاتف المحمول على شبكة تجارية. خلال المكالمة الأولى من نوعها في مجال الاتصالات، تطرق هاري هولكيري وكارينا سيونيو إلى إيجابيات التكنولوجيا الرقمية الجديدة للهاتف المحمول، خاصة تلك المتعلقة بجودة الصوت والسلامة العالية، إضافة إلى مزايا هوية الهاتف المتضمنة في بطاقة الهاتف «بطاقة سيم»، وهو ما يسهل على المستهلك اختيار المنتوج الذي يناسبه. «نوكيا سييمنس» في الريادة أنشئت أول شبكة للهاتف المحمول من قبل «تيلينوكيا» و«سييمنس»، حيث أصبحت اليوم تسمى «نوكيا سييمنس نيتووركس» بعد اندماجهما سنة 2006 لفائدة الفاعل الفيلندي «راديولينجا»، الذي يحمل اليوم اسم «إيليزا»، واعتمد النظام الشمولي للمكالمات المتحركة «جي إس إم» سنة 1987 كمعيار أوروبي لتكنولوجيات المحمول الرقمية، وهذه التكنولوجيا المتحركة من الجيل الثاني يمكنها تحويل المعطيات والصوت. كما أن جودة المكالمات الصوتية للهاتف المحمول، وسهولة الرومينغ الدولي وباقي الخدمات الأخرى من قبيل الرسائل النصية «إس إم إس» أعطت دفعة قوية لهذا المنتوج. وقد صرح ديمتري ديلياني، المدير العام ل«نوكيا سييمنس نيتووركس إفريقيا» أن ال«جي إس إم» كان «أول تكنولوجية رقمية قائمة على معايير مفتوحة سمحت بإمكانية الاعتماد العام للهواتف المحمولة.ويواصل النظام الشمولي للمكالمات المتحركة «جي إس إم» تطوره، وسيكون في العقود المقبلة في نفس درجة الجيل الثالث وتقنية LTE باعتباره عنصرا أساسيا للنطاق العريض المتحرك». وتستعمل تكنولوجيا نوكيا «سييمنس نيتووركس» بصفة مباشرة من قبل 2,9 مليار مشترك، أي ما يعادل نصف عدد السكان عبر العالم، من خلال 365 شبكة في 143 بلدا. وقد قدمت «نوكيا» أول هاتف رقمي محمول «جي إس إم»، هو نوكيا 1011 منذ سنة 1992. وقد شكل نوكيا 2110 نموذجا رمزيا، في حين أن النموذج الأكثر شعبية كان هو نوكيا 1100، الذي بيعت منه 250 مليون وحدة. الهاتف المحمول جزء من جسم الإنسان أشارت دراسة حديثة أجريت على المستوى العالمي إلى أن الناس باتوا يشعرون بأن الهواتف الخلوية أصبحت جزءا منهم، حيث لم يعد معظم الناس يعيشون دون هواتفهم الخلوية ولا يغادرون المنزل بدونه، وإذا تلقوا خيارا في ذلك يمكنهم التخلي بدلا من ذلك عن حافظات جيوبهم. وذكر الاستطلاع، الذي أجرته شركة بحوث الأسواق «سينوفيت»، الذي وصف الهواتف النقالة ب«التحكم عن بعد في الحياة»، بأنها تحظى بوجود قوي لدرجة أن عدد الذين يملكون هواتف خلوية يزداد بشكل كبير سنة بعد أخرى، مضيفا أن ثلاثة أرباع من استجوبوا، وهم ثمانية آلاف شخص عبر الإنترنت في إحدى عشرة دولة، تغيرت طبيعة علاقاتهم الإنسانية بفضل هذا الجهاز، حيث أصبحوا يعتمدون أكثر على الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية بدل اللقاءات المباشرة بين الناس كما كان في السابق. وإلى جانب الاتصال الهاتفي وإرسال الرسائل النصية القصيرة، يعتبر المنبه والكاميرا والألعاب أهم ثلاث مزايا تستخدم بشكل دوري في الهواتف الخلوية على المستوى العالمي، تضيف نفس الدراسة. 5 مليارات هاتف محمول في العالم ارتفع عدد المنخرطين في الهاتف المحمول بشكل يفوق كل الانتظارات، حيث تم بيع أزيد من 500 مليون جهاز خلال الثمانية أشهر الأولى من هذه السنة فقط، واليوم هناك 838 شبكة «جي إس إم» في 234 بلدا ومنطقة مستقلة في العالم كله، تجمع 5 مليارات من الانخراطات، حسب تقرير للأمم المتحدة، تستحوذ منها الصين وحدها على رقم المليار هاتف محمول حاليا. ويعرف هذا الجهاز اليوم تطورا متسارعا، مع مليون اشتراك في الهاتف المحمول كل يوم، أي ما يعادل تقريبا 12 اشتراكا جديدا كل ثانية. ويقول تيمو ألي فيهماس، نائب الرئيس المكلف بالمحاسبة والتعاون داخل نوكيا: «عندما كنا بصدد إنشاء النظام وخلق أول هاتف «جي إس إم» نوكيا، الذي تمت من خلاله أول مكالمة، تجرأ القليل منا على الحلم بالمستقبل، إذ لم يكن أحد منا في ذاك الوقت يتصور التأثير الكبير، الذي سيكون ل«جي إس إم» على حياة مليارات الأشخاص عبر العالم. بالطبع، لم يكن شيء من هذا ممكنا دون العمل الرائد، الذي قامت به العديد من العقول اللامعة في الصناعة على مدى السنوات العشرين الماضية. هذا العمل مازال متواصلا حتى اليوم، وإنه لأمر رائع أن نرى الهاتف يواصل تطوره وتجديد نفسه في نواح كثيرة مثيرة». الهواتف النقالة بالمغرب تفوق عدد ساكنته ناهز عدد المغاربة المشتركين في الهاتف النقال عند نهاية شهر يونيو المنصرم 35 مليون مشترك، أي أنه يفوق عدد السكان. إذ تشير إحصائيات رسمية إلى أن عدد سكان المغرب في حدود 33 مليون نسمة، فيما سجل التقرير الأخير للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن نسبة تلبية حاجيات السوق بلغت في منتصف العام الحالي أكثر من 108 في المائة. كما توسع الاستعمال الفردي للهاتف الجوال نتيجة العروض المغرية للشركات الثلاث النشيطة داخل المغرب، وهي «اتصالات المغرب» و«ميديتل» و«إينوي»، والتي أصبحت تتنافس في مضاعفة رصيد المكالمات ثلاث وأربع مرات بدل مرتين، وارتفع معدل استعمال الهاتف الجوال خلال هذه الفترة بنسبة 46 في المائة. وأشار نفس التقرير إلى أن حصة «اتصالات المغرب» ما فتئت تتراجع في سوق الهاتف النقال بالمغرب، إذ واصلت نزولها عن سقف 50 في المائة، الذي دشنته في الربع الأول من السنة الجارية، لتصل إلى 48.59 في المائة عند شهر يونيو 2011، رغم انتقال عدد المشتركين في حظيرة الهاتف النقال لدى الفاعل التاريخي من 16.65 مليون مشترك في الربع الأول من السنة الجارية إلى 16.99 مليون مشترك في النصف الأول من هذه السنة. وفيما ارتفع عدد المشتركين لدى «ميديتيل» ب2.04 في المائة، لينتقل من 11.11 مليون مشترك إلى 11.35 مليون مشترك، قفز عدد المشتركين في الهاتف النقال لدى الفاعل الثالث «إينوي» من 5.59 ملايين إلى 6.62 ملايين مشترك، بزيادة نسبتها 18.37 في المائة. 14 مليار «إس إم إس» مغربي في السنة أرسل المشتركون المغاربة في خدمات الهاتف النقال أكثر من 14 مليار رسالة قصيرة سنة 2010، مقابل 6 مليارات قبل أربع سنوات، حسب أرقام الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، رغم أن أسعار ال «إس إم إس» بالمغرب تعتبر الأغلى عربيا، حيث أظهرت دراسة لمجموعة «المرشدين العرب» المتخصصة في دراسة أسواق الاتصالات العربية أن أسعار الرسائل القصيرة في المغرب هي الأغلى مقارنة بالدول العربية، وبينت نتائج الدراسة، التي نشرت خلال 2010، أن مستخدمي الهاتف المحمول بالمغرب يدفعون أعلى الأسعار، شاملة للضريبة، لخدمة الرسائل القصيرة، يليهم المستخدمون في سوريا، ولبنان، والجزائر، وقطر، والكويت، وليبيا، والإمارات، ومصر، والسعودية، والأردن، والعراق، وعمان، والبحرين، والسودان، وتونس، واليمن، وفلسطين على التوالي، حيث توجد أرخص أسعار لخدمة الرسائل القصيرة. أما مدة المكالمات عبر الهاتف النقال فوصلت خلال النصف الأول من هذه السنة إلى 5.814 مليارات دقيقة، حسب تقرير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بزيادة 22.83 في المائة في الفصل الذي سبقه، وقد انتقل الاستعمال الشهري للهاتف النقال من 38 دقيقة إلى 55 دقيقة بين الفصل الأول من السنة الماضية والفترة نفسها من السنة الجارية، حسب نفس التقرير، الذي أشار إلى أن سعر الدقيقة من المكالمات تراجع بين الفترتين من 1.29 درهم إلى 0.78 درهم. هواتف نقالة من صنع مغربي في 2012 المغرب مقدم على إنتاج هواتف نقالة وفق اتفاق بين مستثمرين أجانب ومغاربة. هذا ما تحدثت عنه عدة مصادر مؤخرا، حيث إن الهاتف النقال المغربي سيتمتع بكل المواصفات العالمية، وسيجمع بين مواصفات الدقة العالمية والجودة والكماليات المرتبطة بالخدمات الدقيقة. وتعتبر المكونات المعتمدة في تركيبة وصنع الهاتف النقال المغربي مستوردة من دول آسيوية عديدة. ووفق المصدر ذاته، فإن المؤسسة التي سيعهد إليها بإنتاج الهاتف النقال المغربي هي شركة «داتا بلوس»، التي تعتزم إنشاء أول مصنع بالمغرب لإنتاج هذه التقنية مع بداية سنة 2012 على أبعد تقدير. وحسب نفس المصدر، فإن المصنع، الذي يمتد على مساحة 1300 متر مربع بنواحي بوسكورة، سيكلف بناؤه 4 ملايين درهم، وسينتج خلال سنته الأولى قرابة مليون ونصف مليون هاتف نقال بمعدات الكترونية آسيوية، مع العلم أن السوق المغربي يسجل بيع ما بين 15 و20 مليون هاتف نقال. ومن المرجح أن تبلغ تكلفة هذه الهواتف النقالة ما بين 160 و240 درهما للهاتف الواحد، لكن لم يتم بعد تحديد الاسم التجاري ولا شركة الاتصال التي ستسوق هذه الهواتف، بينما باشرت الشركة المصنعة محادثات مع الفاعلين الثلاثة للاتصالات بالمغرب في هذا الإطار.
وداعا «ستيف جوبز» إذا كانت 2011 هي عيد الميلاد العشرين لأول مكالمة عن طريق الهاتف المحمول على شبكة تجارية، فإن نفس السنة شهدت وفاة أحد عباقرة هذا الجهاز الصغير، «ستيف جوبز» مؤسس وصانع أمجاد شركة «آبل» الأمريكية، يوم 5 أكتوبر الحالي بعد صراع طويل مع المرض، حيث أصيب جوبز بنوع نادر من سرطان البنكرياس في عام 2003، وتأتي وفاته عن عمر 56 عاما، بعد ساعات قليلة من كشف «آبل» النقاب عن نسختها الجديدة من هاتف «آي فون.4.إس» أحد اختراعات ستيف جوبز، التي غيرت وجه الهواتف النقالة في العالم، والتي حققت ل«آبل» شهرة وقيمة مالية هائلة، حيث تمثل مبيعات «آي فون» 40 في المائة من إجمالي مبيعات منتجات الشركة العملاقة. وكشفت دراسات أجرتها شركة «جارتر» الإسبانية للأبحاث التكنولوجية حول مبيعات الهواتف المحمولة، أن ماركة «نوكيا» تحتل حاليا المركز الأول في المبيعات بحصة قاربت 23 في المائة، فيما جاءت الشركة الكورية «سامسونغ» في المرتبة الثانية بنسبة 16.3 في المائة، ثم «إل جى» 7.5 في المائة. أما الشركة الأمريكية «آبل» فقد تضاعفت نسبتها من 2.4 في المائة لتصبح 4.6 في المائة حاليا بفضل مؤسسها ستيف جوبز.