يتسبب القولون العصبي في مجموعة من الأعراض المزعجة التي يكون لها تأثيرات سلبية على صحة المريض ونفسيته، في غياب التشخيص والعلاج الفعال لهذا الخلل الوظيفي. في ما يلي يتطرق الدكتور جواد حسني الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي إلى العوامل المؤدية إلى الإصابة بالقولون العصبي والحلول الطبية للتخلص من أعراضه. لا يعتبر القولون العصبي مرضا حسب الدكتور جواد حسني بل هو عبارة عن خلل وظيفي للقولون، ويحدث هذا الخلل بالتحديد على مستوى تصفية الأمعاء من العناصر الغذائية الموجودة داخلها والتخلص منها من خلال عملية التبرز. النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي تكون الإصابة بالقولون العصبي مرتبطة بالبنية النفسية، فكلما كان الشخص عاطفيا وحساسا، زادت احتمالات إصابته بهذ الخلل الوظيفي، خاصة في ظل الضغوط التي يعيشها في العمل وفي محيطه الأسري والاجتماعي. وتعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالقولون العصبي. انتفاخ وتعب وتغيرات في البراز تتمثل الأعراض المرتبطة بهذا الخلل الوظيفي في انتفاخ البطن، والألم، ونقص الشهية، والإحساس بالتعب، تغيرات على مستوى البراز، حيث قد يعاني الشخص من الإسهال بصفة مستمرة أو من الإمساك، وفي أحيان أخرى يكون هناك تناوب بين الإسهال والإمساك، كما أنه في بعض الحالات يكون هناك إسهال غير حقيقي، يحدث نتيجة تصلب البراز الذي يؤدي إلى التهاب في الجزء الأخير من الأمعاء يجعل الأخيرة تفرز بعض المياه للتخلص من البراز، ما يجعل الشخص يقوم بعملية التبرز لأربع مرات خلال اليوم ويتوهم بأنه مصاب بالإسهال. المصاب بالقولون العصبي لا يفقد وزنه من أهم الأمور التي يجب التأكيد عليها عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالقولون العصبي حسب الدكتور جواد حسني أن الشخص لا يفقد وزنه، وأن هاته العلامات والأعراض المزعجة تتلاشى وتختفي عندما يسافر هذا الشخص أو ينتقل إلى مناخ صحي ويتخلص من العوامل التي تنعكس بشكل سلبي على نفسيته. الفحص السريري غير كاف يتم التوصل إلى التشخيص النهائي الذي يؤكد إصابة المريض بهذا الخلل الوظيفي، عندما تستثنى كل الأمراض العضوية التي يمكن أن تصيب الأمعاء، وهنا يؤكد الدكتور جواد حسني على أن الفحص السريري لا يعتبر كافيا لتشخيص القولون العصبي، حيث يجب إخضاع المريض للفحص بالمنظار، الذي يتم من خلاله التأكد من عدم وجود ميكروبات وطفيليات بالأمعاء، ومن عدم إصابة الشخص بالتهاب الأمعاء المزمن أو من سرطان القولون وبعض التكيسات على مستوى الأمعاء والتي تكون ناتجة في الغالب عن الإمساك. العلاج طويل الأمد عندما يتأكد الطبيب من عدم إصابة الشخص بأمراض على مستوى الأمعاء، ويتحاور مع المريض للتعرف على نمط حياته ونمط تغذيته، وما إذا كان يعاني من الضغوط في محيطه المهني والاجتماعي، أو يدخن بشراهة، ويكثر من تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من التوابل، يأتي بعدها دور العلاج الذي لا يمكن القول بأنه سريع ونهائي، بل هو علاج طويل الأمد لأنه يعتمد بالأساس على وصف بعض الأدوية التي تساعد على التخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب بالقولون العصبي، وتضمن استعادة الأمعاء لوظائفها وعملها بشكل طبيعي. التغذية المتوازنة والمناخ الصحي ضروريان بالإضافة إلى الأدوية التي يصفها الطبيب يجب على الشخص أن يعيش في مناخ صحي ويحاول قدر الإمكان التخلص من الضغوط التي تؤثر عليه، وممارسة الرياضة. يجب أن تكون أوقات تناول الوجبات منتظمة مع الحرص على تفادي السرعة أثناء الأكل، مع الإكثار من شرع المياه والتنويع في المأكولات، التي يجب أن تعتمد بالأساس على الخضروات والفواكه لتحسين الهضم والتخلص من الإمساك، بينما في حالات الإسهال يجب تفادي تناول الخضروات النيئة وغيرها من الأطعمة التي يمكن أن تسبب الإسهال. شادية وغزو