لم تقتصر المكالمة الهاتفية التي أجراها جلالة الملك، أول أمس الأربعاء، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على دعوة ملكية بزيارة المغرب رد عليها ساكن قصر الإيليزي بالقبول والترحيب، بل كان «اتصالا هاما تم الاتفاق عليه خلال الأيام الأخيرة، في إطار التشاور البناء القائم بين البلدين على أعلى مستوى» على حد تعبير بلاغ للديوان الملكي. المكالمة، التي رحب من خلالها جلالة الملك بزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للمغرب وعبر فيها هولاند على سعادته بتلبية الدعوة، تطرقت للعلاقات بين البلدين وإلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة على رأسها الوضع في الساحل والصحراء ومستجدات الأزمة السورية. ساعات قليلة بعد المكالمة أفاد بلاغ من قصر الإيليزي أن مباحثات جلالة الملك والرئيس الفرنسي عكست «تطابقا في وجهات النظر بينهما فيما يتعلق بأزمة الساحل والحلول التي يجب إعمالها من أجل التصدي للإرهاب ودعم الجهود الإفريقية الهادفة إلى الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي، وبخصوص الأزمة في سوريا خلصت المكالمة إلى «الأمل في أن تتعبأ المجموعة الدولية من أجل وضع حد لأعمال العنف والمساعدة على إطلاق عملية انتقال سياسي في أقرب الآجال الممكنة. إرادة مشتركة في إثراء وتعميق الشراكة الاستثنائية التي تربط بين المغرب وفرنسا وملاءمتها مع التطورات الحاصلة بالبلدين وتجديد آلياتها بشكل دائم جعلت قائدي البلدين يعبران عن ارتياحهما لنتائج مختلف الزيارات الوزارية التي تمت في الشهور الأخيرة في أفق انعقاد الاجتماع رفيع المستوى برئاسة رئيسي الحكومتين يومي 12 و13 دجنبر القادم، وبذلك «كافة الشروط قد أصبحت متوفرة من أجل نجاح الزيارة الرسمية الأولى للرئيس فرانسوا هولاند للمغرب» يضيف بلاغ الديوان الملكي. «تطابق لوجهات النظر حول العديد من قضايا الساعة » يصف بلاغ الديوان الملكي المباحثات الموسعة بين جلالة الملك والرئيس الفرنسي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث «سجل رئيسا الدولتين انشغالهما العميق إزاء تدهور الوضع في منطقة الساحل، وخاصة في مالي» مع الإشارة إلى أن «المنطقة برمتها أصبحت اليوم مهددة» وأنه «بدون رد فعل جماعي، حازم ومنظم، لحل الازمة الحادة في مالي، ستمتد هذه الازمة لا محالة إلى بلدان المنطقة» . لم يفوت الجانبان المناسبة من أجل التأكيد علىأن «قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2071 الصادر في 12 أكتوبر الماضي، فتح الباب، أمام إمكانية تدخل عسكري لمجموعة غرب افريقيا (سيدياوو) إلى جانب القوات المسلحة المالية، لإعادة السلطة الوطنية واستعادة الوحدة الترابية لمالي في مواجهة منظمات إرهابية يتجاوز نشاطها بشكل كبير السياق المالي». الاجتماع القادم لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» المرتقب في ال12 دجنبر الجاري بمدينة مراكش أخد حيزا كبيرا من المكالمة باعتباره «دعما للتحالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ولدوره كفاعل مركزي في المرحلة السياسية الانتقالية الضرورية في سورية» على حد وصف بلاغ الديوان الملكي. جلالة الملك وبصفته رئيس لجنة القدس عبر لهولاند عن تشكراته لفرنسا على قرارها بالتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لفائدة صفة دولة غير عضو بالأمم المتحدة التي طلبتها فلسطين.