كالنار تحت الرماد ، هي أحداث أرض الدولة ببني مكادة ، التي انبعثت من جديد ، مساء أول أمس الثلاثاء ، بمجرد ما عاد الحديث عن مجريات ما وقع يوم ثاني أكتوبر المنصرم ، حين كان يجري التحقيق مع أحد الموقوفين من التيار السلفي في الوقت الذي انطلقت فيه مسيرة احتجاجية في اتجاه ولاية أمن طنجة تحولت إلى أحداث عنف. مجموعة من الشبان أغلبهم من الباعة المتجولين ببني مكادة ( الفراشة ) ، يؤطرهم بعض السلفيين ، تظاهروا بساحة تافيلالت المجاورة لحي أرض الدولة ، تضامنا مع زميلهم ، الذي ألقي عليه القبض يوم الإثنين الأخير بعدما كان مبحوثا عنه من أجل مشاركته في أحداث الشغب التي عاشتها نفس المنطقة قبل أزيد من شهر. القوات العمومية اضطرت إلى التدخل بعدما حاول المتظاهرون الوصول إلى مقر ولاية الأمن ، حيث تم منعهم على بعد أمتار قليلة من مبنى ولاية جهة طنجةتطوان ، من خلال وضع حاجز من عناصر الشرطة والقوات المساعدة ، الأمر الذي فرض على المحتجين التوقف وقطع الطريق في وجه حركة السير ، مقابل فتح المجال لأحد السلفيين الذي وجه كلمة للمتظاهرين ، وصف فيها القضاء المغربي ب ” الفاسد ” و ” لا يمكن أن نتوقع منه أي خير ” ، بعدما اعتبر التهم الموجهة إلى زميله ” مفبركة “. المحتجون الذين كانوا يطالبون بإطلاق سراح رضوان الثابت ، ويرددون من حين لآخر شعارات التكبير ، تراجعوا عن مواصلة مسيرتهم نحو مقر كوميسارية طنجة ، حيث كان يوضع هذا الأخير تحت الحراسة النظرية ، وتزامن ذلك مع رفع أذان المغرب بمسجد بدر ، المجاور لنقطة توقف المسيرة ، إلا أن أغلبهم ( المتظاهرون ) لم يستجيبوا لنداء الصلاة ، وقرروا الاستمرار في الاحتجاج عائدين إلى مكان انطلاقتهم ببني مكادة. عندما حاولت مصالح الأمن تفريق المحتجين وإبعادهم عن الطريق ، أقدم مجموعة من المعتدين على رشق عناصر الشرطة بالحجارة ، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد التدخل السريع بجروح متفاوتة الخطورة ، أحدهم تعرض لنزيف حاد جراء طعنه أسفل ذقنه بواسطة السلاح الأبيض. أحداث العنف ضد رجال الأمن تواصلت بعد عودة المتظاهرين إلى ساحة تافيلالت ، حين هاجم بعض الأشخاص شرطيين وقاموا بالاعتداء عليهما بالشارع العام قبل أن يتدخل بعض المارة لتخليصهما من قبضتهم ، ليتم نقلهما إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس . الهدوء عاد إلى منطقة بني مكادة القديمة ، دون أن تلجأ مصالح الأمن إلى إيقاف أي شخص من المحتجين ، بعدما توقفت هذه المواجهات المتفرقة ، التي أعادت إلى الأذهان أحداث حي أرض الدولة عقب تدخل القوات العمومية لتنفيذ قرار حكم إفراغ أحد منازله ، ومن أجلها كانت قد وجهت تهمة التحريض على ارتكاب أعمال الشغب لأحد المنتمين إلى التيار السلفي ، المعروف بنشاطه التجاري بشارع سوق بئر الشعيري ، حيث صدرت في حقه مذكرة بحث ، وألقي عليه القبض خلال استعداده للسفر يوم الإثنين المنصرم ، إلى تركيا انطلاقا من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء. مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة تسلمت المعني بالأمر ، أول أمس ، من أجل البحث معه حول التهم المنسوبة إليه وعلاقته بأحداث العنف التي استهدفت القوات العمومية خلال الاحتجاجات التي شهدتها بني مكادة مؤخرا ، لكن انتماءه إلى التيار السلفي وإقدامه على حرق جسده خلال وقفة تضامنية سابقة للسلفيين أمام السجن المحلي بطنجة ، وأمام اشتباه المحققين في ارتباط اسمه بملف يتعلق بشبكة إرهابية وحول سفرياته إلى الخارج ، تقرر مساء أول أمس إحالته على الدارالبيضاء ، بناء على تعليمات النيابة العامة بعد تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعميق البحث معه. محمد كويمن الوكيل العام يأمر بفتح تحقيق وإيقاف المتورطين أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستيناف بطنجة بإجراء بحث دقيق حول حادث الاعتداء على عناصر الشرطة من طرف ما وصفهم ب ” المحسوبين على ما يسمى ب”السلفية الجهادية” ، وإلقاء القبض على المتورطين في هذه الأحداث لإحالتهم على القضاء. وذكر بلاغ الوكيل العام بأن ” ما يقارب 100 شخص محسوبين على تيار ما يسمى ب”السلفية الجهادية” نظموا٬ إثر ضبط شخص مبحوث عنه بسبب الاشتباه في تورطه في قضية إرهابية وجرائم أخرى وتكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء بإجراء البحث معه بشأن ذلك٬ مسيرة في اتجاه مقر ولاية الأمن بطنجة للمطالبة بإطلاق سراحه٬ وقاموا بشل حركة السير ” و أثناء محاولة السلطات العمومية إقناع هؤلاء الأشخاص بإخلاء الشارع العام قاموا باستهداف عناصر الشرطة مدججين بأسلحة بيضاء والعصي والحجارة٬ وهو ما خلف إصابات في صفوف بعض عناصر الشرطة بعضها خطير. وجاء في نفس البلاغ أنه بعد تفكيك الوقفة ورجوع المتجمهرين إلى نقطة الانطلاق٬ فوجئت دورية أخرى مكونة من رجلي شرطة٬ كانا يقومان بمهامهما الاعتيادية بأحد الشوارع٬ بهؤلاء يعتدون عليهما دون سبب حيث أصيب أحد الشرطيين بجروح خطيرة نقل على إثرها بدوره إلى المستشفى.