يوم استثنائي عاشه أول أمس الأربعاء، عناصر الوقاية المدنية بجهة مراكش، وهي تجاهد لتخليص بعض المواقع والفضاءات من شرنقة الحصار والخسائر الفادحة التي سببها تهاطل أمطار طوفانية. خسائر في الأرواح البشرية والحيوانية، وخسائر مادية وفلاحية، وقطع الطرقات في وجه حركية السير والجولان. تلك كانت حصيلة دقائق معدودة من الأمطار الطوفانية التي صبت جام مياهها على جهة مراكش. مياه فيضانات وادي البهجة، التي تحولت إلى سيول جارفة، تكتسح كل ما تصادفه في طريقها، سببت في انقلاب شاحنة نقل بضائع، وإدخال السائق والمساعد خانة المفقودين، بعد أن جرفتهما المياه المحملة بالطمي والأوحال بعيدا. تطلب الأمر عدة ساعات من البحث المضني، قبل أن يتم انتشال جثة المساعد، فيما ظل مصير السائق في عداد المجهول لحد كتابة هذه السطور. نفس المصير كان يتهدد راعي غنم بمنطقة حربيل، حين فاجأته مياه فيض وادي تانسيفت وسحبته رفقة قطيعه، قبل أن يتدخل رجال الوقاية المدنية، ويتمكنوا من إنقاذه وتخليصه من شرنقة المياه الجارفة، ويعود للحياة بخفي حنين، بعد أن ضاعت أغنامه وشياهه. عمليات الإنقاذ والتدخلات المذكورة، امتدت من الساعات الأولى لصبيحة اليوم المذكور، إلى أن جن الليل وأرخى بسدوله على المدينة، لتكون الحصيلة، انقطاعات كاملة عل مستوى بعض الطرق الرئيسية،خاصة تلك المؤدية إلى مدينة أكادير. عملية تغيير مسار مجرى وادي البهجة، رمت منطقة سعادة، المحاميد، الآفاق، بسيول جارفة، سدت منافذ الأفق، وعاتت خسائر جسيمة في المزروعات والمنتوجات الفلاحية، على مستوى بعض الجماعات القروية( تامصلوحت، اكفاي، أيت إيمور،سعادة…)، دون احتساب طبعا انهيار بعض قنوات السقي والقناطر. مبنى المحكمة الابتدائية بمراكش، كان بدوره وعلى عادته كلما رمت السماء مدينة الرجالات السبعة ببعض الزخات المطرية، في مرمى الخسائر، حين تسربت المياه إلى طابقه تحت الأرضي، وعاثت إتلافا في مخزون أرشيف الوثائق والملفات. بالنسبة للمدينة العتيقة، فقد عاشت العديد من الأسر الفقيرة، جحيما مفاجئا حين عجزت شبكة الصرف الصحي عن استيعاب كل الكميات المتهاطلة من الأمطار، وتجشأت مخزونها من المياه العادمة، وسط بعض الدور والمنازل، مسببة بذلك في إتلاف الأفرشة والأمتعة على قلتها وفقرها. طريقة تدبير عملية إعادة هيكلة بعض أجزاء الشبكة،على مستوى بعض الدروب والأحياء، عرت عن عبثيتها وارتجاليتها، وكشفت عورة الصفقات المشبوهة، التي أسندت المهمة في بعض الأجزاء إلى مقاولات، لا يربطها بالقطاع “سوى الخير والإحسان”. مساء اليوم ذاته، نامت المدينة على وقع الخسائر المومأ إليها، في انتظار إشراقة يوم جديد، والقلوب تلهج بالدعاء المراكشي المأثور” الله يجيبها على قد الحويطات والقويدسات”. مراكش: الأحداث المغربية إسماعيل احريملة تصوير عبد النبي الوراق