روس سيعود للمنطقة من جديد بعد أن حاد عن الحياد المطلوب في تقريره السابق حول ملف الصحراء. المبعوث الأممي سيقوم بزيارة إلى المغرب ومخيمات تندوف وبعض دول المنطقة التي تشارك في المفاوضات إلى جانب زيارته لدول أوروبية. روس الذي سبق أن سحب المغرب الثقة منه، سيحاول من إنقاد ماء وجهه والعودة إلى جادة الصواب بمحاولة تحريك المياه الراكدة في مسلسل المفاوضات. الزيارة من المنتظر أن تنطلق يوم ابتداء من 27 أكتوبر إلى غاية 15 نونبر المقبل . ذلك ما أعلنه الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة السيد ماريتين نيسيركي أول أمس الأربعاء. لم يحدد لحد الآن برنامج أجنذة المبعوث الأممي، لكن الناطق باسم الأمين العام، قال في بلاغ تداولته وكالات الأنباء العالمية إنه «سيقوم بهذه الزيارة في إطار مواصلة مهمته بصفة مبعوث شخصي من أجل الصحراء». مشيرا أن الهدف منها هو «تبادل وجهات النظر مع أهم كل الأطراف». بعد الإنتهاء من زيارته التي ستتواصل لثلاثة أسابيع، من المنتظر أن يعد كريستوف روس تقريرا لإطلاع مجلس الأمن على الوضع ووضع تقييم له. صبر المغرب سبق أن نفد على كريستوفر روس، لذلك أشهر الورقة الحمراء في وجهه بعد أن اتهمه ب«التحيز». وقبل أن يسحب المغرب ثقته من روس، سافر سعد الدين العثماني على عجل إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة ليطلعه على نتائج تقييمه لتطورات ملف الصحراء المغربية وتسجيل «الانزلاقات المسجلة على التقرير الأخير» و« تآكل مسلسل المفاوضات الذي أضحى دون أفق ولا تقدم«، وأخيرا، «المفارقات المستنتجة في تصرفات المبعوث الشخصي للأمين العام والمتسمة بتراجعه عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلوكه لأسلوب غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة». كل ذلك دفع سعد الدين العثماني ليطلب من الأمين العام الأممي اتخاد القرارات المناسبة للدفع بمسلسل المفاوضات الخاصة بقضية الصحراء، مع تأكيده على التشبت بقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها التفاوض للوصول إلى حل سياسي دائم ومتوافق عليه. المغرب اقترح سنة 2007 منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية، وخصوصا بعد أن ظهر جليا أن الخيارات الموصى بها سابقا غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، وذاك هو الاستنتاج الذي عبر عنه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة سابقا «بيتر فان والسوم» الذي خلص إلى أن خيار تنظيم الاستفتاء غير قابل للتنفيذ، وأن أي خيار بشأن قيام كيان مستقل غير قابل للتطبيق وغير واقعي. ديبلوماسي أممي علق على موقف الأمين العام الأممي بتجديد الثقة في روس في تصريح سابق لوكالة المغرب للأنباء «إن مسلسل البحث عن تسوية تأزم أكثر في ظل تدبير روس للملف»، مضيفا أن «المبعوث الخاص نجح في رهان الدفع بالمسلسل إلى مأزق بشكل نهائي بالرغم من التقدم المسجل في هذا الملف خصوصا بفضل المقترح المغربي». فمنذ تسلمه للملف سنة 2009 كان الجديد الوحيد الذي أتى به روس هو عقد تسع لقاءات غير رسمية يفترض أن تهيئ لجولة خامسة من المفاوضات والتي «لم تر النور بعد انصرام سنتين ». مجلس الأمن، سبق أن تبنى توصية بتمديد مهمة المنورسو لولاية جديدة تستمر حتى 30 أبريل 2013» مع دعوة الطرفين «الانخراط بشكل مكثف في المفاوضات»، ولم تتحقق رغبة انفصاليي البوليزاريو ولا حليفتها جنوب افريقيا في أن تتوسع مهمة البعثة لمراقبة مزاعمهما بانتهاك حقوق الإنسان ولا «قبول طلب بان كيمون زيادة عدد المراقبين العسكريين». الولاية التي أناطها المجلس بالمينورسو تقتصر في المرحلة الراهنة حصريا على تأمين استمرار وقف إطلاق النار ومواكبة مسلسل المفاوضات الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس والمساعدة على تطبيق إجراءات بناء الثقة». المغرب حسب الوزير المنتدب في الخارجية يتمسك بأن «الطريق الوحيد للتوصل إلى الحل هو التفاوض، ولا شيء غير التفاوض». إعداد: أوسي موح لحسن