هو الوجه الأبرز ضمن مجموعة «أولاد البوعزاوي» التي اشتهرت بأدائها للأغاني المنتمية لفن «العيطة»، إنه خالد البوعزاوي المعروف بدافعه المستميت عن هذا الفن، وإصراره على عدم إدخال إيقاعات حديثة عليه باعتباره تراثا فنيا، ما أكسبه محبة الجمهور العاشق لفن «العيطة». غير أن قلة من تلك الجماهير تعلم بالجوانب الخفية من حياته، خاصة تلك المرتبطة بتفاصيل يومه، وعلاقته بأفراد أسرته الصغيرة. تفاصيل خاصة لم يتردد الفنان المغربي في الكشف عنها بكل عفوية وتلقائية، وتقاسمها مع القراء في السطور التالية. «أقضي معظم أوقات فراغي في ممارسة هوايتي المفضلة وهي جمع الأغراض القديمة» يقول الفنان خالد البوعزاوي، فهو يجد متعة كبيرة في اقتناء عدد من الأغراض القديمة التي تجتمع فيها الأصالة بالإبداع مثل آلات البيانو وأجهزة الراديو والأسطوانات والسيارات والأثاث أيضا، كما يحرص على قراءة القرآن الكريم داخل بيته، لأنه يستمد من هذا الأمر الراحة النفسية والطمأنينة. «أعيش وسط أبنائي الثلاثة وأحتضنهم ولا أستطيع الانفصال عنهم» يؤكد خالد البوعزاوي، فوحدها ظروف العمل ترغمه على السفر والابتعاد عن أفراد أسرته الصغيرة، الذين يحظون بالأولوية في حياته. «ولادي مربين من عند الله» يقول خالد البوعزاوي عند تطرقه إلى طبيعة العلاقة التي تربطه بأبنائه، موضحا أنه لم يواجه أي صعوبات ومشاكل خلال تربيته لأبنائه، ولكنه كان يحرص دوما على أن يزرع فيهم كل المبادئ والقيم التي تربى عليها كي يقفوا في وجه كل السلبيات التي قد تعترض طريقهم أثناء خروجهم إلى المجتمع، ويحترموا أساتذتهم والأشخاص الأكبر منهم سنا، فعودة الأبناء إلى المنزل في أوقات متأخرة من الليل كانت من الأمور التي لا يقبل خالد البوعزاوي حدوثها، حيث اعتاد ألا يمنحهم هامشا كبيرا من الحرية، خوفا من أن يستغلوه بشكل خاطئ. يصف الفنان خالد البوعزاوي علاقته بالمطبخ بالمحدودة جدا، فهو يدخل هذا الفضاء ك«متذوق» وليس كطباخ، إلا عندما يتعلق الأمر ب«الشوا»، الذي يتطوع لتحضيره، ويتفنن دوما في شي اللحوم لأنه يجد متعة خاصة في هاته المهمة، ويرجعه خالد عشقه لهذا الأمر إلى انتمائه لمنطقة الشاوية التي يندرج «الشوا» ضمن العادات الغذائية التي تبرز فيها مهارات الرجال في فن الطهي. أما بالنسبة لباقي الأطباق فهو يحب أن يتناولها داخل البيت من يدي زوجته، التي تستجيب دوما لكل طلباته، وتتصدر المأكولات التقليدية لائحة الأطباق المفضلة لديه، حيث يحب «الكسكس» و«الرفيسا» و«الدجاج البلدي». أكثر ما يستفز الفنان خالد البوعزاوي في الحياة هو أسلوب الخداع الذي يلجأ إليه بعض الناس الذين يخفون وجههم الحقيقي، ويتظاهرون بالطيبة والصراحة لاستغلال المحيطين بهم وبلوغ أهدافهم، فهو لا يتقبل هذا الأسلوب في التعامل. «أنا منبغيش نعاند واحد معندوش لعقل» يقول خالد فهو من الأشخاص الذين يتحلون بالصبر ويتحكمون في أعصابهم لمواجهة المواقف المستفزة التي يكونون عرضة لها، حيث يتجاهل حتى الشتائم التي قد تصدر على لسان بعض الأشخاص الذين يحاولون استفزازه، لكن الوضع يختلف عندما يحاول أحدهم مهاجمته والاعتداء عليه حيث لا يتساهل مع الأشخاص الذين يرتكبون مثل هاته التصرفات، لكنه بالرغم من تعرضه للظلم الذي يفقده السيطرة على أعصابه يشعر بالذنب والندم إذا قابل الإساءة بمثلها. خالد البوعزاوي ليس من الأشخاص المدمنين على التسوق، الذين تتحكم فيهم لذة الشراء، فهو يكتفي دوما باقتناء الأمور الضرورية له وللمنزل وأفراد أسرته. «كنمشي على قد المستطاع ديالي ومكنتعاند حتى معا واحد» يؤكد خالد، فهو لا يحاول تقليد نمط حياة الأثرياء المحيطين به ويعيش الحياة ببساطتها. «أنا شبعان من الدنيا وكنخاف الله بزاف»، يقول خالد البوعزاوي، لذلك فهو يستمد من ذلك الإحساس الكثير من الرضى والقناعة اللذين يستطيع أن يصمد بفضلهما أمام كل مغريات الحياة. شادية وغزو