صرح لحسن الداودي وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي للفوج الأول من خريجي المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس، بالبحث عن شغل في القطاع الخاص، أواستكمال الدراسة بالتسجيل في مسالك الدكتوراه، متحدثا عن آفاق واعدة المأمول أن تفتح في وجه هؤلاء الطلبة، اعتبارا لطبيعة التكوين الذي تلقوه خلال مسارهم التكويني بهذه المؤسسة . واستعرض الوزير أمام حشد من هؤلاء الطلبة وذويهم الذين حضروا هذا الحفل احتفاء بأبنائهم، بالأرقام المبالغ المالية التي تنفقها الدولة في سبيل أن يتابع كل طالب دراسته في تخصص من التخصصات بالمعاهد العليا المتخصصة وكليات الطب، حيث أعطى أمثلة بطلبة كلية الطب، حيث قال بأن ” الطبيب المتخصص يكلف الدولة أكثر من مليون درهم ، فيما المهندس يكلف 460 ألف درهم، أما كلفة الطلبة الذين يدرسون بالخارج بالنسبة للعائلات لسنة 2011، فقد كلفوا المغرب 2,6 مليار درهم”، تنضاف إليها مصاريف و كلفة النقل، ثم مصاريف أخرى لتقارب 4 ملايير درهم. وأقر الداودي خلال هذا الحفل الذي احتضنته على غير العادة، قاعة قصر المؤتمرات بفاس عوض إحدى قاعات كليات الطب التي اعتادت احتضان مثل هذه الأنشطة، بوجود نقص في العديد من التخصصات، لكنه في المقابل أشار إلى أن هناك عرضا في تخصصات أخرى، حيث أكد على “أن المغرب في حاجة إلى الأساتذة في كثير من التخصصات، لكون العرض لا يوازي الطلب، حيث هناك عرض في تخصصات معينة ونقص في تخصصات كثيرة”. وتحدث الداودي عن الاكتظاظ الذي عرفته بعض الجامعات، وخصوصا جامعتي ابن زهر بأكادير وجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، إلا أنه بالنسبة للوزير تم تجاوزه بتخصيص 87 منصبا لجامعة فاس، و105 مناصب لجامعة أكادير، فحسب الداودي فإن الاكتظاظ راجع إلى العدد الكبير للناجحين في خلال الموسم الدراسي الفارط في البكالوريا، حيث وصل عدد الناجحين إلى 210 آلاف طالب، فيما الطاقة الاستيعابية للمدارس العليا وكليات الطب لا تتجاوز 19 ألف مقعد، وهو ما يعني أن هناك عددا كبيرا من هؤلاء الطلبة لم يجدوا مقعدا لهم بهذه المعاهد، رغم المعدلات المرتفعة التي حصلوا عليها. وتحدث الداودي بتفاؤل كبير عن الموسم المقبل، حين أشار إلى أن خلال الموسم الجامعي المقبل، سيتم وضع كل الترتيبات بهدف تجاوز المشاكل التي واجهت الدخول الجامعي الحالي، إن على مستوى الاكتظاظ أو التأطير . غير أنه وعلى عكس” الكلام الوردي ” الذي فاه به الوزير في حق الطلبة المتخرجين، إلا أنه يبدو أنه لم يكن ” سوى ذر الرماد في العيون”، خصوصا حينما بدأ في حث هؤلاء الطلبة على البحث عن شغل خاص أو التسجيل في مسالك الدكتوراه في تخصصاتهم، حيث عبر العديد منهم ل«الأحداث المغربية» عن استغرابهم” لنصيحة” الوزير لهم بالبحث عن الشغل في القطاع الخاص، في وقت تنفق الدولة كل هذه الأموال عليهم يقول أحدهم، معتبرا ذلك ” بمثابة سياسة الهروب إلى الأمام، خصوصا بالنسبة للطلبة المنحدرين من أسر فقيرة “.