“التحالف من أجل الديمقراطية ذو نفس استراتيجي” حكيم بنشماس، عضو حزب الأصالة والمعاصرة. “التحالف من أجل الديمقراطية انتهى” عبد اللطيف وهبي، عضو حزب الأصالة والمعاصرة. “سننزل إلى الشارع” عبد الكريم بنعتيق، بعد فشل الحزب العمالي في الانتخابات. “المغرب أنضج من أن يسلم السلطة للإسلاميين” صلاح الدين مزوار قبل الانتخابات. “الديمقراطية المغربية فازت” صلاح الدين مزوار بعد الانتخابات. “حزب الأصالة والمعاصرة أصابته عين” الشيخ بيد الله، متحدثا عن أزمة حزبه. “أتمنى أن تسقط الحكومة” عبد اللطيف وهبي في برنامج تلفزيوني. “أتمنى النجاح للحكومة” عبد اللطيف وهبي في نفس البرنامج. “5.5 في المائة نسبة نمو رقم جد متواضع” حسن طارق، عضو الاتحاد الاشتراكي. “5.5 في المائة نسبة نمو خيالية” الحبيب المالكي، عضو الاتحاد الاشتراكي. ليس هذا فقط. بل إن بنعتيق قال إنه سيلجأ إلى إحدى المحاكم الأوربية في قضية لها صلة بالعلمانية، وقال مرة أخرى إن هناك جهات تخطط للإضرار بحزبه وإنه سوف “يخلي دار بوها”، وقال بيد الله بعد الانتخابات إن حزب الأصالة والمعاصرة دفن الماضي، وردد عدد من أعضاء الأحزاب المنهزمة في الانتخابات أن الشعب اختارهم ليكونوا في المعارضة، وقاطع اليسار الموحد الانتخابات بداعي التزوير بعد أن شارك في انتخابات سابقة دون ضمانات ولم يتفق فيها الساسي وبنجلون على تنازل أحدهما للآخر، فدخلا معا وفشلا معا ولم يحملا المسؤولية لنفسيهما، وقال أحد الاتحاديين إن الحكومة هي المطالبة بالتحالفات، أما المعارضة فلا.. من العسير أن يفهم المرء ما يقوله هؤلاء السياسيون، لكنه حينما يستمع إلى مثل هذا الكلام، تصير لديه قناعة أن من حقه أن يزهد في السياسة، بل تصبح لديه قناعة أن السياسيين الذين يتكلمون بمثل ذلك الكلام هم الذين يعزفون عن السياسة بمعناها الصحيح. فما يقومون به هو شيء مختلف عن السياسة. ويشفعون ذلك بعدم فهمهم: فهم لا يفهمون الشعب إلا كما يفهم هو عنهم. حتما هم لايفهمون الشعب، لذلك يطيلون في الكلام غير المفهوم، ويفتحون أفواههم دون أن يقولوا شيئا، والحال أن كلام المواطن واضح. فهو فقط يطلب أن يرحل الفساد عن السياسة، ويريد فقط أن يحترم ذكاؤه، ويأمل أن يدرك الآخرون وهم هنا رجال السياسة أن فئة من الشعب صارت متعلمة، وترى الأشياء من زاوية مختلفة. هم لا يفهمون الشعب، لذلك لا أحد منهم يدرك أنه معني بالأمر حين يقول الشعب: نريد وجوها جديدة. كل واحد منهم يعتقد أن الآخرين هم من عليهم أن يرحلوا. نحن في حاجة إلى قدر من الجدية. فالناس لن يكونوا أبدا سعداء بخطاب لا يمكن تصنيفه حتى ضمن العبث، بالأحرى ضمن السياسة، ولن يكونوا مطمئنين على مستقبل يتسيد فيه سياسيون لا يعرفون السياسة. بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، صار عند كثير من الناس الأمل في أداء حكومي أفضل، وأيضا أداء برلماني أفضل للمعارضة. وفي خضم الحديث عن كون الدستور أعطى للحكومة صلاحيات كبرى، يبدو أن المعارضة نسيت أن الدستور أعطاها هي الأخرى مكانة كبرى. لكن بؤس المعارضة بين وتهافتها لا يمكن إخفاؤه. فهي لا تقترح مشاريع ولا بدائل، وكل ما تقوم به هو أنها تسبب لنا الصداع النصفي من كثرة ترديدها للازمة”الارتباك” و”غياب الانسجام” الحكومي. وإذا كانت المعارضة تنتقد رئيس الحكومة بكونه يشتغل وفق الدستور القديم، فالمعارضة هي أيضا تفعل ذلك، بل إنها في واقع الأمر لا تشتغل. هي فقط تنتظر حدوث شيء حتى تنهض وتقول: لا، كيف، لم؟ هل تفتقد المعارضة للتكوين والفكر السياسين الضرورين حتى تدرك أن عليها أن تكون بمثابة حكومة بديلة ببرامج وخيارات قابلة للتنزيل؟ هذا على الأقل ما تفرضه الممارسة السياسية الحديثة.. ولا داعي لأن تستمر أحزاب المعارضة في الاطمئنان إلى ذلك الرصيد المعنوي من الزمن الغابر، والذي كانت بموجبه تتلذذ بموقعها المعارض، وكان الشعب يميل طبيعيا معها، ويكتفي برؤية برلماني معارض يضرب الطاولة بقبضته ليشعر بأن غليله قد شفي. اليوم ليس هو الأمس. ولن يشفي غليل المواطن إلا رؤية حكومة تعمل ومعارضة تشتغل. وقد أرسل المغاربة رسائل بليغة بلغات مختلفة. وهم مستعدون لإرسال رسائل أخرى، قد تكون أقل بلاغة لكن أكثر نجاعة إذا لم يتوقف هذا العبث. حينما أنظر إلى حال الأحزاب الموجودة على يسار الحكومة، يراودني شعور أن تبويئها مكانة المعارضة هو شرف قد لا تكون جديرة به. كيف نوقف العبث إذن؟ ربما علينا التصويت بثلاث بطاقات في المرة القادمة: بطاقة نختار بها من نريده في الحكومة، وبطاقة نختار بها من نريده حقا في المعارضة، وبطاقة ثالثة نختار بها من لا نريده قط.