أقدم شخص مجهول في الثلاثينات من عمره، على اقتحام مندوبية السكنى والتعمير بسيدي قاسم فجر يوم الأحد الماضي، بعدما دخل في عراك مع الحارس الذي لم يستطع صد اندفاعاته مما دفع أحد المسؤولين بالمندوبية على الفور إلى الاتصال بعناصر الشرطة المكلفة بالمداومة التي حلت على الفور بمكان الحادث ليتم القبض على هذا الشخص بعدما قام بتكسير زجاج بعض المكاتب وتكسير أحد الأبواب والعبث بالوثائق والاستيلاء على أحد الطوابع. وتجهل لحد الساعة أسباب هذا التهجم ودوافعه، لكن معطيات أولية تفيد بأن لهجته تكشف أنه قدم من إحدى مدن الأطلس وحل بمدينة سيدي قاسم التي تشهد هذه الأيام نزوح العديد من المشردين وبعض المختلين العقليين من مختلف مناطق المغرب. بعد إيقاف المهاجم، تم إعداد محضر له في انتظار تقديمه للعدالة، وحسب مصدر مطلع لجريدة الأحداث «فقد أصبح هؤلاء المشردون والمختلون عقليا يشكلون خطرا على المارة خصوصا النساء منهم، كما حدث خلال الأسبوع الماضي، حين قام أحد المشردين بالترامي على سيارة وسط المدينة محاولا فتح باب السيارة التي تخلصت منه بصعوبة ». وتعتبر ظاهرة المشردين بالمدينة من أقدم الظواهر الاجتماعية بالمدينة نتيجة العوامل الجغرافية والاجتماعية مما يستدعي بناء مركز خاص بهم إلى جانب العديد من المؤسسات الاجتماعية التي تم بناؤها بالإقليم في السنوات الأخيرة والاحتفاظ بالمختلين العقليين بمصلحة الطب النفسي التي فتحت أبوابها في السنة الماضية دون أن تعمل على حل مشكل المختلين العقليين بالمدينة، مكتفية فقط بتقديم الوصفات الطبية للمصابين بالأمراض النفسية.