لحظات عصيبة عاشتها ساكنة «درب الصابون» بسطات، أول أمس الإثنين، بعد انهيار منزلين بسبب عملية الهدم التي قام بها صاحب مشروع من أجل بناء عقار جديد. الحادث الذي لم يخلف أي خسائر في الأرواح، زرع الرعب في نفوس ساكنة المنازل المجاورة التي خرجت مذعورة من هول الصدمة. سبب انهيار المنزلين حسب مصادر مطلعة، يعود بالأساس إلى عملية الهدم التي كان يقوم بها عمال البناء لفائدة صاحب فندق المسيرة، من أجل بناء مشروع عقاري، تطلب استخدام آلة هدم كبيرة الحجم، مما أثر سلبا على المنازل المجاورة الآيلة للسقوط، وأحدث شقوقا أدت إلى انهيار منزلين يعود بناؤهما إلى سنوات السبعينيات. فور سماع الخبر، انتقل إلى عين المكان رجال السلطة المحلية والمنتخبة وعناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة ورجال الأمن، حيث تم تطويق محيط المكان وتفريق الفضوليين لمعرفة ماإذا كان هناك ضحايا تحت الأنقاض . عملية الإنقاذ طبعها الارتجال وتمت بطرق بدائية وتقليدية، من دون الاستعانة بآلات تقنية ولا باستعمال الكلاب، للتأكد من عدم وجود مواطنين تحت التراب والأحجار المنهارة. كما استغرب المواطنون الذين حضروا إلى مكان الانهيار، للطريقة التي استعملت في تأمين محيط المشروع، حيث لم تتخذ الإجراءات الاحترازية لحماية الساكنة المجاورة ولا حتى القيام بإيواء المتضررين، وتركوا وحدهم في العراء، اللهم إقدام بعض المسؤولين على استفسار عمال البناء حول توفرهم على رخص البناء والهدم والتأمين. أحد الجيران أكد للجريدة، أن توقيت انهيار المنزلين تزامن لحسن الحظ مع عدم وجود أي شخص بداخلهما، وهو ما يفسر عدم وقوع قتلى. صاحب المشروع بدا مذهولا من هول الصدمة، مؤكدا للمسؤولين توفره على الرخص القانونية للقيام بعمليتي الهدم والبناء، قبل أن يقول له أحد المسؤولين” عندك الزهر آولدي مامات ليك حتى حد”. بعض المواطنين حملوا مسؤولية ما وقع للمصلحة التي منحت صاحب المشروع رخصتي القيام بعملتي الهدم والبناء، في مكان مهدد بالانهيار وتوجد به منازل آيلة للسقوط، من دون اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجيران “هاد الناس مكيفكروش في أرواح الناس، عطاو الترخيص لصاحب المشروع بلاما يتكلفوا بتتبع العملية” يقول أحد الساكنة. من المنتظر أن يفتح المسؤولون تحقيقا عميقا في الموضوع لمعرفة أسباب انهيار المنزلين، وتحديد مسؤولية هذا الحادث، حتى لاتتكرر هذه المأساة، خاصة بعد سلسلة من الانهيارات التي وقعت بالمدينة القديمة بالدار البيضاء.