فراشهم قطع من الكارطون، وغطاؤهم بطانيات حملوها من مقرات سكن ضاقت بهم، وضاقوا ذرعا بها، فمنوا النفس بمغادرتها دون رجعة في المستقبل القريب. لكن انتظارهم طال حتى بلغ أربع سنوات بالتمام… أربعة أعوام مرت على الاتفاق الذي تم بين الشركة التي اقتنت العقار التي تقع عليه مساكنهم، والسلطات المحلية، من أجل الاستفادة من بقع تحفظ لقاطني سكن غير لائق انسانيتهم، ويجدون ضمن مرافقهم أساسيات العيش الكريم. نساء ورجال وأطفال… وإن شئنا التحديد، فإن أسرا بأكملها هجرت مساكنها صوب مقر الاعتصام، لتكون الوجهة العمالة. لعل مسؤولها الأول يبادر لإيجاد حل لمشكل عَمَّرَ، فَأَرَّقَ حياة قاطني مساكن غير لائقة. ومع حلول أمس الاثنين دخل المعتصمون يومهم الثامن من البيت في العراء، أما عمالة الحي الحسني. مطلبهم التعجيل بتحقيق الاستفادة من بقع أرضية «موعودة»، وعندما طال انتظار نيل هذه البقع وتحقيق الاستفادة على أرض الواقع، قرروا الدخول في حركة احتجاجية، تَوَّجُوها باعتصام مفتوح أمام مقر عمالة مقاطعة الحي الحسني بالبيضاء. هم سكان دوار يحمل من الأسماء «لقلولشة» ويخضع ترابيا لنفوذ عمالة الحي الحسني، بدائرة ليساسفة بالبيضاء. طال انتظار حصولهم على البقع الأرضية التي من المفترض أن تأويهم في إطار عملية تنقيل. تحددت التجزئة بناء على استفادة كل أسرتين من بقعة أرضية مساحتها 80 مترا، كما صرح بذلك أحد المحتجين للجريدة، أثناء زيارة إلى المعتصم الذي اتخذوا مكانا له إحدى المساحات الخضراء المقابلة للمقر الإداري. وحسب مصدر مطلع فإن تأخر عملية تنقيل السكان والاستفادة من البقع المحددة لهم، تعود إلى «بعض المشاكل التي يطرحها ملاك بعض القطع الأرضية»، حيث ذكر مصدر الجريدة أن «هذه العينة تطالب باستفادة أكبر»، حيث تلح على «نيل بقعة لكل أسرة من الملاك، مع تعويض مادي». وهو الأمر الذي ترفضه الجهات المسؤولة والشركة التي المالكة للعقار، مكتفيا بالتنقيل اعتمادا على «مقترح اشتراك كل أسرتين في بقعة واحدة مساحتها 80 مترا». وبين الرفض الذي يبديه الملاك، وإصرار باقي الفئات على تسريع الاستفادة بالصيغة المقترحة، يظل مشكل أزيد من 220 أسرة من دوار «لقلولشة» مطروحا، ليظل الاعتصام مستمرا، دون أن تتدخل السلطات المعنية لإيجاد حل لمعتصمين استقروا بأبنائهم قرب المركب الإداري للحي الحسني، بعد أن رفعوا لافتة تطالب «بترحيلهم من البراريك إلى البقع التي جهزت منذ 4 سنوات».