لم يكتب لنزيل بمستشفى ابن طفيل التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس، أن ينهي إجراءات خضوعه لعملية بتر أصبع قدمه المتعفن بسبب مرض السكري. كانت كل مراحل إجراء العملية، قد تم إنجازها على أحسن مايرام، من حيث إجراء التحاليل الطبية الضرورية، وتوفير الأدوية و المعدات الطبية اللازمة،حين حمل المريض على محفة المستشفى تجاه غرفة العمليات. دقائق قليلة، سيفاجأ الطاقم الطبي بمصلحة المستعجلات، والمواطنون من المرضى وذويهم الذين كانت تغص بهم المصلحة، بالمريض يجري هاربا من غرفة العمليات، وهو عار تماما باستثناء تبان كان يستر عورته، فيما صمامات” السيروم” مازالت ملتصقة بأطرافه. كان الرجل يجري لا يلوي على شيء،وقد شحبت منه الملامح، وارتسمت على محياه علامات القهر واليأس، وكأنه هارب من “شر القدر”، وما كاد يبلغ الباب الخارجي لمصلحة المستعجلات، حتى انهار جسده فوق اسفلت الشارع، وانتابته نوبة بكاء هستيرية. تحلق حوله بعض الممرضين والأطباء وجمع غفير من الفضوليين، والجميع يحاول استجلاء حقيقة الأمر، حين بدأ المريض يسرد تفاصيل قصته. حسب التصريحات الممزوجة بالدموع، فقد تم استقباله بالمستشفى على أساس إجراء عملية بتر أحد أصابعه رجله، نتيجة ما علاه من تلف بفعل مرض السكري، حيث سبق له أن أخضع لعملية مماثلة. غير أنه أثناء وجوده بغرفة العمليات، سيتقدم منه الطبيب المعالج، ويخبره بأن العملية المرتقبة ستعتمد بتر جزء كامل من الساق، مع مناولته ورقة طلب منه تضمينها توقيعه، كشرط أساسي لإجراء العملية. لم يستسغ المريض هذه المفاجأة، وطالب بحقه في معرفة ما تضمنه الورقة قبل التوقيع عليها، لتنطلق فصول مشادة، انتهت حسب تصريحات المعني، بمحاصرته بوابل من الشتائم النابية، التي توجها الطبيب، بصفعة مدوية، رسمها على خد مريضه، الذي لم يجد بدا من الفرار بعيدا، للنجاة بجلده. حلت عناصر أمنية من الدائرة الأمنية الأولى، وعملت على نقل المريض على متن سيارة إسعاف صوب مقر الدائرة، للاستماع لإفادته. الطبيب المعني الذي رفض الإدلاء بأي تصريح لممثلي الصحافة الوطنية، التي حلت بفضاء المستشفى، أكد لعناصر الأمن – حسب مصادر مطلعة- تعرضه لاعتداء من طرف المريض المذكور، مع تشبثه بحقه في متابعته قضائيا، وهو الأمر الذي نفاه المريض، جملة وتفصيلا، معتبرا التهمة مجرد محاولة للتملص من مسؤولية ما عرضه إياه من اعتداءات مادية ومعنوية تحت طائلة “ضربو وبكا،وسبقو وشكا”. إسماعيل احريملة تصوير:عبد النبي الوراق