في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها، عرفت الطريق الفاصلة بين بلدية الكردان والجماعة القروية أصادص ضواحي تارودانت، حدثا مأساويا ذهب ضحيته مولود جديد لم يكتب له أن يرى النور بين أحضان والدته، التي كان مصيرها اعتماد سيارة نقل خاصة من نوع ” C 15 “، وذلك بعد أن تعذر على زوجها الحصول على ترخيص من رئيس الجماعة للاستفادة من خدمات سيارة الإسعاف التي أشار أكثر من مصدر أنها تركن إلى جانب سيارة ثانية بدوار بوغانيم، مضيفا المتحدث في تصريحاته المدلى بها ل ” جريدة الأحداث المغربية ” أنه في الوقت الذي أحست فيه الزوجة بألم في بطنها وان وقت وضعها قد حان، التمست من زوجها البحث لها عن وسيلة نقل تقلها في اتجاه المركز الإستشفائي ببلدية الكردان، حينها سارع الزوج إلى الاستنجاد برئيس الجماعة، وفي الوقت الذي ظن فيه هذا الأخير أن زمن الاستهتار بأرواح الموطنين طبقا لفصول الدستور الجديد، فوجئ الأب الذي تعذر الالتقاء به نظرا لظروفه الشخصية، بجواب اقل ما يقال عنه انه أقبح من زلة، ” الشيفور راه فتارودانت ما حاضر كيدوز البيرمي ” هكذا كان جواب الرئيس، حينها أحس الزوج بنوع من التهكم، مستنتجا أن زيارته لرئيس الجماعة في ذلك الوقت بالذات، كان ضياعا للوقت، وخوفا على حياة زوجته التي تئن من شدة الألم، قرر تحويل وجهته إلى صاحب سيارة من نوع ” C 15 ” والاستنجاد به لانقاذ حياة زوجته ومولوده الجديد، ووسط كومة من السلع عبارة عن مواد غذائية، قبعت الزوجة وصراخها يملأ الكون، بذل سائق السيارة كل ما في وسعه لإيصال الأم وحالتها تزداد سوءا إلى المركز الصحي، لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، حيث على مقربة من طريق السيار، فوجئ سائق السيارة بوقع خلل بإحدى عجلات سيارته، فسارع مرة أخرى إلى إنقاذ الموقف، وما إن تشبثت الأم بأمل عاد لها الروح بوضع نصب أعينها الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب، حتى خاب أملها أكثر من أي وقت مضى، لقد انتهى كل شيء، فمشيئة الله في هذا الشهر المبارك كان أقرب من المركز الصحي، حيث عجل القدر بوضع الأم مولودها الجديد قبل وصول السيارة بوابة المستشفى، بل الأكثر من ذلك وعلى إثر الوضع في ظروف جد سيئة، فقد الزوجان مولودهما الجديد الذي فارق الحياة بعد دقائق من مغادرة رحم الأم. عم الخبر وسط سكان الجماعة الذين عبروا عن أسفهم الشديد للحادث الذي كان على الجهات التي أوكل لها وضع سيارات الإسعاف رهن إشارة المرضى والمصابين من ساكنة المنطقة. وتضامنا مع العائلة المكلومة، أصدرت هيئات المجتمع المدني بالجماعة القروية بيانا توصلت ” جريدة الأحداث المغربية ” بنسخة منه، من خلاله أدانت الجهات المعنية بشدة ما أسمته بالحادث المأساوي الناتج عن الإهمال واللامبالاة التي نهجها الرئيس، مطالبة السلطة الوصية وعلى رأسها عامل الإقليم التدخل العاجل لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي ما فتئ يقوم بها رئيس الجماعة، مع المطالبة باعتماد مقر الجماعة المكان الدائم لسياراتي الإسعاف بدل منزل الرئيس حسب البيان، ووضعها رهن إشارة كافة ساكنة الجماعة. من جهة أخرى، وفي محاولات عدة أقدمت جريدة «الأحداث المغربية» علي ربط الاتصال برئيس الجماعة لاستفساره عن الموضوع، لكن دون جدوى لكون هاتفه ظل منذ مدة خارج التغطية. موسى محراز