الندوة الفكرية نظمها فرع نقابة الصحافيين المغاربة بجهة طنجة- تطوان ورابطة مغاربة العالم وأكدت على ضرورة انفتاح الإعلام المغربي على قضايا الهجرة والمهاجرين. نظمت بمدينة المضيق (ضواحي تطوان) يوم السبت 28 يناير 2012، ندوة فكرية اختير لها موضوع “دور الإعلام في دعم قضايا الهجرة والمهاجرين”، وذلك بشراكة بين نقابة الصحفيين المغاربة، فرع طنجة- تطوان، و”رابطة مغاربة العالم العائدين والقارين بالخارج”. وفي هذا السياق ألقى الكلمة الافتتاحية لهذه الندوة المختار الرمشي، الكاتب الجهوي لنقابة الصحفيين المغاربة، أشار فيها إلى أن المهاجرين المغاربة وجهوا خلال السنوات الأخيرة العديد من الانتقادات إلى وسائل الإعلام المغربية، واتهموا بالتقصير في تغطية قضاياهم وتبليغ وجهات نظرهم. وأوضح الرمشي في كلمته أن الندوة تروم فتح صفحات جديدة في العلاقة بين وسائل الإعلام وتمثيليات الجاليات المغربية في الخارج، من خلال مد جسور التواصل بين مغاربة العالم وبلدهم الأصلي وإسماع أصواتهم إلى الجهات المسؤولة ونقل وجهات نظرهم بكل موضوعية واستقلالية. وفي الندوة الفكرية التي سيرت من طرف الإعلامي المقتدر والمتميز عبد الطيف بن يحيى، الصحافي بالإذاعة الجهوية لطنجة، تم التطرق بتفصيل إلى موضوع “الهجرة ووسائل الإعلام: العلاقة والتحديات”، من خلال عرض قدمه الكاتب الوطني لنقابة الصحفيين المغاربة، الصحفي رضوان حفياني، الذي أكد على ضرورة تحسين الصورة المتداولة عن المهاجرين المغاربة في وسائل الإعلام، عوض التخويف المبالغ فيه الذي تتعامل به مع قضايا الهجرة بالتركيز فقط على جوانب المأساة منها وإغفال ما يحققه المهاجرين من نجاحات في دول الاستقبال. وأبرز حفياني ما أشارت إليه المنظمة العالمية للهجرة في آخر تقرير لها، حين أكدت أن الأرقام التي تنشر في وسائل الإعلام تكون في الغالب مجرد تقديرات وبالتالي تقدم صورة مشوشة عن المهاجر وقضية الهجرة مما يجعل الجمهور ينظر إليها بتخوف. وخلص العرض المقدم من طرف الكاتب الوطني لنقابة الصحافيين المغاربة إلى ضرورة تسهيل وصول المهاجر إلى وسائل الإعلام المغربية لتقريب المواطن في المغرب من قضايا الهجرة ومشاكل المهاجرين، وعدم اختزال التناول الإعلامي لموضوع الهجرة في أمور محددة كالهجرة السرية والإرهاب، وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى ضرورة تأهيل وسائل الإعلام لمواردها البشرية بإعداد صحفيين مهنيين، والاعتماد على الكفاءات الصحفية المقيمة بالخارج لتقريب الصورة الواقعية والاعتماد على كفاءات صحفية مغربية في دول الإقامة لتقريب الصورة الواقعية عن الهجرة المغربية. وذكر رضوان حفياني في نهاية عرضه ببعض توصيات الملتقى الأول للصحفيين المغاربة بالخارج الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج سنة 2011، كالاستجابة لطلب تأسيس قناة للجالية المغربية بالخارج تكون نافذة حقيقية على مغاربة العالم، والعمل على إنشاء مكاتب قارة لوسائل الإعلام المغربية بدول الإقامة الرئيسية للتقرب أكثر من المهاجرين وعدم التعامل معهم بموسمية. أما العرض الثاني الذي حمل عنوان”الجالية المغربية في المهجر، ظواهر وقضايا”، فأبرز خلاله رئيس اتحاد فيدرالية جمعيات الجالية المغربية بالولايات المتحدةالأمريكية، حسن المراكشي، الحاجة إلى إيصال واقع المهاجر المغربي بكل تجلياته في كل بقاع العالم، إلى المواطن المتواجد بالمغرب للوقوف على الدور الذي تلعبه هذه الفئة في الاقتصاد الوطني. وكشف على أن جمعيته بصدد التفكير في كيفية إنشاء صندوق خاص بالجالية المغربية بالخارج، يموله أفراد الجالية أنفسهم لكي يساهم في إنجاح الإعلام الموجه للجالية، إضافة إلى “برلمان” خاص بالجالية المغربية بلخارج يجتمع مرتين في السنة تحت قبة البرلمان المغربي لمناقشة قضايا الجالية. يذكر أن هذه الندوة عرفت تكريم الوزير المنتدب السابق المكلف بالجالية المغربية بالخارج، محمد عامر من طرف المنظمين.